الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ١ - الصفحة ١٨٢
قالوا أنؤمن كما آمن السفهاء ألا إنهم هم السفهاء ولكن لا يعلمون.
____________________
قولك ألف ضرب من ثلاثة أحرف، ومنه زعموا مطية الكذب، وما في (كما) يجوز أن تكون كافة مثلها في ربما، ومصدرية مثلها في - بما ربت - واللام في الناس للعهد: أي كما آمن رسول الله صلى الله عليه وسلم ومن معه، أو هم ناس معهودون كعبد الله بن سلام وأشياعه لأنهم من جلدتهم ومن أبناء جنسهم: أي كما آمن أصحابكم وإخوانكم، أو للجنس: أي كما آمن الكاملون في الإنسانية، أو جعل المؤمنون كأنهم الناس على الحقيقة ومن عداهم كالبهائم في فقد التمييز بين الحق والباطل. والاستفهام في (أنؤمن) في معنى الإنكار واللام في (السفهاء) مشار بها إلى الناس كما تقول لصاحبك: إن زيدا قد سعى بك فيقول أو قد فعل السفيه؟. ويجوز أن
(١٨٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 177 178 179 180 181 182 184 186 187 188 190 ... » »»