الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ١ - الصفحة ١٨١
ولكن لا يشعرون. وإذا قيل لهم آمنوا كما آمن الناس
____________________
عظيم والمبالغة فيه من جهة الاستناف، وما في كلتا الكلمتين ألا وإن من التأكيدين وتعريف الخبر وتوسيط الفصل. وقوله (لا يشعرون) أتوهم في النصيحة من وجهين: أحدهما تقبيح ما كانوا عليه لبعده من الصواب وجره إلى الفساد والفتنة. والثاني تبصيرهم الطريق الأسد من اتباع ذوي الأحكام ودخولهم في عددهم، فكان من جوابهم أن سفهوهم لفرط سفههم وجهلوهم لتمادى جهلهم، وفى ذلك تسلية للعالم مما يلقى من الجهالة. فإن قلت: كيف صح أن يسند قيل إلى لا تفسدوا وآمنوا وإسناد الفعل إلى الفعل مما لا يصح. قلت: الذي لا يصح هو إسناد الفعل إلى معنى الفعل، وهذا إسناد له إلى لفظه كأنه قيل: وإذا قيل لهم القول وهذا الكلام، فهو نحو
(١٨١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 175 177 178 179 180 181 182 184 186 187 188 ... » »»