الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ١ - الصفحة ٥٨٢
والمؤمنون يؤمنون بما أنزل إليك وما أنزل من قبلك، والمقيمين الصلاة والمؤتون الزكاة والمؤمنون بالله واليوم الآخر أولئك سنؤتيهم أجرا عظيما. إنا أوحينا إليك كما أوحينا إلى نوح والنبيين من بعده وأوحينا إلى إبراهيم وإسماعيل وإسحاق ويعقوب والأسباط وعيسى وأيوب ويونس وهارون وسليمان، وآتينا داود زبورا. ورسلا قد قصصناهم عليك من قبل ورسلا لم نقصصهم عليك، وكلم الله موسى تكليما. رسلا مبشرين ومنذرين لئلا يكون للناس على الله حجة بعد الرسل
____________________
منهم كعبد الله بن سلام وأضرابه، والراسخون في العلم: الثابتون فيه المتقنون المستبصرون (والمؤمنون) يعني المؤمنين منهم أو المؤمنين من المهاجرين والأنصار وارتفع الراسخون على الابتداء و (يؤمنون) خبره (والمقيمين) نصب على المدح لبيان فضل الصلاة وهو باب واسع قد كسره سيبويه على أمثلة وشواهد، ولا يلتفت إلى ما زعموا من وقوعه لحنا في خط المصحف، وربما التفت إليه من لم ينظر في الكتاب ولم يعرف مذاهب العرب وما لهم في النصب على الاختصاص من الافتنان، وغبى عليه أن السابقين الأولين الذين مثلهم في التوراة ومثلهم في الإنجيل كانوا أبعد همة في الغيرة على الاسلام وذب المطاعن عنه من أن يتركوا في كتاب الله ثلمة ليسدها من بعدهم وخرقا يرفوه من يلحق بهم. وقيل هو عطف على بما أنزل إليك: أي يؤمنون بالكتاب وبالمقيمين الصلاة وهم الأنبياء، وفي مصحف عبد الله والميقمون بالواو وهي قراءة مالك بن دينار والجحدري وعيسى الثقفي (إنا أوحينا إليك) جواب لأهل الكتاب عن سؤالهم رسول الله صلى الله عليه وسلم أن ينزل عليهم كتابا من السماء واحتجاج عليهم بأن شأنه في الوحي إليه كشأن سائر الأنبياء الذين سلفوا. وقرئ زبورا بضم الزاي جمع زبر وهو الكتاب (ورسلا) نصب بمضمر في معنى أوحينا إليك وهو أرسلنا ونبأنا وما أشبه ذلك، أو بما فسره قصصناهم. وفي قراءة أبي ورسل قد قصصناهم عليك من قبل ورسل لم نقصصهم. وعن إبراهيم ويحيى بن وثاب أنهما قرآ وكلم الله بالنصب، ومن بدع التفاسير أنه من الكلم وأن معناه: وجرح الله موسى بأظفار المحن ومخالب الفتن (رسلا مبشرين ومنذرين) الأوجه أن ينتصب على المدح ويجوز انتصابه على التكرير.
(٥٨٢)
مفاتيح البحث: الحج (1)، الصّلاة (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 577 578 579 580 581 582 583 584 585 588 589 ... » »»