الكشاف عن حقائق التنزيل وعيون الأقاويل - الزمخشري - ج ١ - الصفحة ١٧٨
ولهم عذاب أليم بما كانوا يكذبون.
____________________
رواية الأصمعي مرض ومرضا بسكون الراء. يقال ألم فهو (أليم) كوجع فهو وجيع ووصف العذاب به نحو قوله * تحية بينهم ضرب وجيع * وهذا على طريقة قولهم جد جده، والألم في الحقيقة للمؤلم كما أن الجد للجاد.
والمراد بكذبهم قولهم آمنا بالله وباليوم الآخر، وفيه رمز إلى قبح الكذب وسماجته، وتخييل أن العذاب الأليم لا حق بهم من أجل كذبهم، ونحوه قوله تعالى - مما خطيئاتهم أغرقوا - والقوم كفرة وإنما خصت الخطيئات استعظاما لها وتنفيرا عن ارتكابها. والكذب: الإخبار عن الشئ على خلاف ما هو به وهو قبيح كله. وأماما يروى عن إبراهيم عليه السلام أنه كذب ثلاث كذبات فالمراد التعريض، ولكن لما كانت صورته صورة الكذب سمى به.
وعن أبي بكر رضي الله عنه وروى مرفوعا " إياكم والكذب فإنه مجانب للإيمان ". وقرئ يكذبون من كذبه الذي
(١٧٨)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 173 174 175 177 178 179 180 181 182 184 ... » »»