____________________
في كلام الله تعالى بالكفرة، والمراد به تحقير شأنهم وازدراء أمرهم، والدلالة على أن مذاهبهم حقيقة بأن يسخر منها الساخرون ويضحك الضاحكون. ويجوز أن يراد به ما مر في يخادعون من أنه يجرى عليهم أحكام المسلمين في الظاهر وهو مبطن بادخار ما يراد بهم. وقيل سمى جزاء الاستهزاء باسمه - وجزاء سيئة سيئة مثلها - فمن اعتدى عليكم فاعتدوا عليه -. فإن قلت: كيف ابتدئ قوله - الله يستهزئ بهم - ولم يعطف على الكلام قبله. قلت: هو استئناف في غاية الجزالة والفخامة، وفيه ان الله عز وجل هو الذي يستهزئ بهم الاستهزاء الأبلغ الذي ليس استهزاؤهم إليه باستهزاء ولا يؤبه له في مقابلته لما ينزل بهم من النكال، ويحل بهم من الهوان والذل، وفيه أن الله هو الذي يتولى الاستهزاء بهم انتقاما للمؤمنين ولا يحوج المؤمنين