____________________
فإن قلت: لم قيل نزل الكتاب وأنزل التوراة والإنجيل؟ قلت: لأن القرآن نزل منجما ونزل الكتابان جملة، وقرأ الأعمش نزل عليك الكتاب بالتخفيف ورفع الكتاب (هدى للناس) أي لقوم موسى وعيسى ومن قال نحن متعبدون بشرائع من قبلنا فسره على العموم. فإن قلت: ما المراد بالفرقان؟ قلت: جنس الكتب السماوية لأن كلها فرقان يفرق بين الحق والباطل أو الكتب التي ذكرها كأنه قال بعد ذكر الكتب الثلاثة: وأنزل ما يفرق بين الحق والباطل من كتبه أو من هذه الكتب، أو أراد الكتاب الرابع وهو الزبور كما قال - وآتينا داود زبورا - وهو ظاهر أو كرر ذكر القرآن بما هو نعت له ومدح من كونه فارقا بين الحق والباطل بعد ما ذكره باسم الجنس تعظيما لشأنه وإظهارا لفضله (بآيات الله) من كتبه المنزلة وغيرها (ذو انتقام) له انتقام شديد لا يقدر على مثله منتقم (لا يخفى عليه شئ) في العالم فعبر عنه بالسماء والأرض فهو مطلع على كفر من كفر وإيمان من آمن وهو مجازيهم عليه (كيف يشاء) من الصور المختلفة المتفاوتة، وقرأ طاوس تصوركم: أي صوركم لنفسه ولتعبده كقولك أثلت مالا إذا جعلته أثلة: أي أصلا وتأثلته إذا أثلته لنفسك. وعن سعيد بن جبير هذا حجاج على من زعم أن عيسى كان ربا