____________________
يدخل فيما يخفيه الانسان الوساوس وحديث النفس، لان ذلك مما ليس في وسعه الخلو منه، ولكن ما اعتقده وعزم عليه، وعن عبد الله بن عمر رضي الله عنهما أنه تلاها فقال: لئن آخذنا الله بهذا لنهلكن، ثم بكى حتى سمع نشيجه فذكر لابن عباس فقال: يغفر الله لأبي عبد الرحمن قد وجد المسلمون منها مثل ما وجد، فنزل - لا يكلف الله - وقرئ فيغفر ويعذب مجزومين عطفا على جواب الشرط ومرفوعين على فهو يغفر ويعذب. فإن قلت: كيف يقرأ الجازم؟ قلت: يظهر الراء ويدغم الباء ومدغم الراء في اللام لاحن مخطئ خطأ فاحشا. وراويه عن أبي عمرو مخطئ مرتين لأنه يلحن وينسب إلى أعلم الناس بالعربية ما يؤذن بجهل عظيم والسبب في نحو هذه الروايات قلة ضبط الرواة. والسبب في قلة الضبط قلة الدراية، ولا يضبط نحو هذا إلا أهل النحو، وقرأ الأعمش يغفر بغير فاء مجزوما على البدل من يحاسبكم كقوله:
متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا * تجد حطبا جزلا ونارا تأججا * ومعنى هذا البدل التفصيل لجملة الحساب، لان التفصيل أوضح من المفصل فهو جار مجرى بدل البعض من الكل أو بدل الاشتمال كقولك ضربت زيدا رأسه وأحب زيدا عقله، وهذا البدل واقع في الافعال وقوعه في الأسماء لحاجة القبيلين إلى البيان (والمؤمنون) إن عطف على الرسول كان الضمير الذي التنوين نائب عنه في كل راجعا إلى الرسول والمؤمنين: أي كلهم آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله من المذكورين ووقف عليه، وإن كان مبتدأ كان الضمير للمؤمنين ووحد ضمير كل في آمن على معنى كل واحد منهم آمن، وكان يجوز أن يجمع كقوله - وكل أتوه داخرين - وقرأ ابن عباس وكتابه يريد القرآن أو الجنس، وعنه الكتاب أكثر من الكتب. فإن قلت:
كيف يكون الواحد أكثر الجمع؟ قلت: لأنه إذا أريد بالواحد الجنس والجنسية قائمة في وحدان الجنس كلها لم يخرج منه شئ، فأما الجمع فلا يدخل تحته إلا ما فيه الجنسية من الجموع (لا نفرق) يقولون لا نفرق، وعن أبي عمرو يفرق بالياء على أن الفعل لكل، وقرأ عبد الله لا يفرقون و (أحد) في معنى الجمع كقوله تعالى - فما منكم من أحد عنه حاجزين - ولذلك دخل عليه بين (سمعنا) أجبنا (غفرانك) منصوب بإضمار فعله، يقال غفرانك لا كفرانك: أي نستغفرك ولا نكفرك، وقرئ وكتبه ورسله بالسكون. الوسع ما يسعه الانسان ولا يضيق عليه
متى تأتنا تلمم بنا في ديارنا * تجد حطبا جزلا ونارا تأججا * ومعنى هذا البدل التفصيل لجملة الحساب، لان التفصيل أوضح من المفصل فهو جار مجرى بدل البعض من الكل أو بدل الاشتمال كقولك ضربت زيدا رأسه وأحب زيدا عقله، وهذا البدل واقع في الافعال وقوعه في الأسماء لحاجة القبيلين إلى البيان (والمؤمنون) إن عطف على الرسول كان الضمير الذي التنوين نائب عنه في كل راجعا إلى الرسول والمؤمنين: أي كلهم آمن بالله وملائكته وكتبه ورسله من المذكورين ووقف عليه، وإن كان مبتدأ كان الضمير للمؤمنين ووحد ضمير كل في آمن على معنى كل واحد منهم آمن، وكان يجوز أن يجمع كقوله - وكل أتوه داخرين - وقرأ ابن عباس وكتابه يريد القرآن أو الجنس، وعنه الكتاب أكثر من الكتب. فإن قلت:
كيف يكون الواحد أكثر الجمع؟ قلت: لأنه إذا أريد بالواحد الجنس والجنسية قائمة في وحدان الجنس كلها لم يخرج منه شئ، فأما الجمع فلا يدخل تحته إلا ما فيه الجنسية من الجموع (لا نفرق) يقولون لا نفرق، وعن أبي عمرو يفرق بالياء على أن الفعل لكل، وقرأ عبد الله لا يفرقون و (أحد) في معنى الجمع كقوله تعالى - فما منكم من أحد عنه حاجزين - ولذلك دخل عليه بين (سمعنا) أجبنا (غفرانك) منصوب بإضمار فعله، يقال غفرانك لا كفرانك: أي نستغفرك ولا نكفرك، وقرئ وكتبه ورسله بالسكون. الوسع ما يسعه الانسان ولا يضيق عليه