مناسبة الاسم للمسمى باشتماله عليه أو على بعض حروفه (قوله كأسماء الأعداد) خصه بالذكر لمشاركتها أسماء الحروف في كثرة استعمالها غير مركبة ثم عمم الحكم في الأسماء كلها (قوله فإذا وليتها العوامل) أي قارنتها وتعلقت بها سواء تقدمت عليها أو تأخرت عنها (قوله إلى تأدية ذاته) أي مدلوله الإفرادي مجردا عن المعاني الطارئة، فإن الألفاظ المفردة تؤدى معانيها إلى ذهن السامع بإحضارها فيه إن سبق منه إداركها لعلمه بالوضع (قوله شئ من تأثيراتها) من إما تبعيضية فالمصدر بمعنى المفعول: أي أثر من آثارها، وإما ابتدائية: أي أثر ناشئ من تأثيراتها (قوله إغفالا عن سمة الإعراب) أي خالية عنها جمع غفل، يقال أرض غفل: ليس بها أثر ناشئ من تأثيراتها (قوله إغفالا عن سمة الإعراب) أي خالية عنها جمع غفل، يقال أرض غفل: ليس بها أثر عمارة، وفلاة غفل:
لاعلم بها، ودابة غفل: لا سمة عليها (قوله ركبت شططا) أي تجازا عن حد اللغة وبعدا عنه (قوله كما وقع) ما كافة وفاعل وقع ضمير يرجع إلى أن ها حروف والتشبيه في مضمون الجملتين، وقد تجعل ما موصولة أو موصوفة: أي هلا زعمت بها معما مثل الزعم الذي وقع أو مثل زعم وقع (قوله قد استوضحت) ذكر لا استيضاح وعبر عن الدليل الذي أسند إليه علمه بالبرهان ووصفه بالنير، وأكد كونها أسماء بقوله غير حروف مبالغة في تيقنه بذلك وزوال الشبهة عنه بالكلية، ثم رتب عليه قوله فعلمت، وأيده بأنهم قد تسامحوا مثل هذا التسامح في مواضع أخر فاستعملوا الحرف في معنى الكلمة إطلاقا للخاص على العام، ولعل فائدة التسامح في أسماء الحروف رعاية الموافقة بين الاسم والمسمى في التعبير عنها بالحرف وإن اختلف معناه فيهما، ويجوز أن يكون من باب إطلاق اسم المدلول على الدال، وأما في الظروف ونحوها من أسماء الإشارة وغيرها فللتنبيه على نوع قصور فيها عن مرتبة الأسماء الكاملة ومشابهتها للحروف (قوله وذلك) إشارة إلى البرهان النير، استدل على اسمية هذه الألفاظ بصدق حد الاسم عليها دون حد الحرف وبوجود علاقات الاسم فيها. ولما كان المقصود قطع توهم حرصيتها للاشتباه حكم هناك بأنها أسماء غير حروف، واقتصر ههنا في الحد على التصريح بما يميزها عن الحروف: أعني الاستقلال، ولم يصرح فيه بعدم الاقتران الذي يميزه عن الفعل بل رمز إليه سابقا بقوله لافصل فيما يرجع إلى