الحاشية على الكشاف - الشريف الجرجاني - الصفحة ١٢١
الراجع إلى الريب لفساد المعنى. وقيل الأول: أي كونه حالا من المجرور أيضا ليس بسديد من جهة المعنى، إلا أن غرضه بيان وجوه الإعراب بحسب ما يحتمله ظاهر اللفظ وأنه باطل، إذ لا وجه لبيان محتملات الألفاظ مع قطع النظر عن سداد المعنى، بل المراد أن العامل في الحال هو حاصل معنى الظرف، أعني انتفاء حصول الريب كأنه قيل: لم يحصل فيه الريب حال كونه هاديا، على أنه قيد للنفي لا للمنفى حتى يرد أن القيد والمقيد متنافيان ظاهرا وأن النفي حينئذ متوجه إلى القيد فيفسد المعنى (قوله والذي هو أرسخ عرفا في البلاغة) أي أدخل فيها وذلك لاشتماله على ما هو مدار البلاغة ومنبعها من رعاية جانب المعنى وفخامته واعتبار الدلالات العقلية والروابط المعنوية، وفيما عداه من الوجوه روعي جانب الألفاظ وارتباط بعضها ببعض ارتباطا صوريا مع سداد المعنى وصحته في الجملة (قوله أن يضرب) أي يعرض عن هذه المحال يريد عن اعتبار مجموعها لا عن كل واحد منها، فإن بعضها أعني كون ألم خبر مبتدأ محذوف، وكون ذلك مبتدأ خبره الكتاب، وكون هدى في محل الرفع على أنه خبر مبتدأ محذوف، وكون فيه خبر لا ريب مقرر على حاله في هذا الوجه المختار. وقوله صفحا إما ظرف: أي في صفح وجانب، وإما مصدر: أي إعراضا. قال رحمه الله تعالى: في الكلام إشارة إلى أن الواجب على مفسر كلام الله تعالى أن يلتفت لفن المعاني ويحافظ عليها ويجعل الألفاظ تبعا لها (قوله جملة برأسها) أي مع قطع النظر عما بعدها (قوله مستقلة بنفسها) أي غير محتاجة إلى غيرها في إفادة ما أريد بها من الإيفاظ أو تقدمة الإعجاز فنزلت لذلك منزلة جملة لا محل لها، فكان ذلك الكتاب جملة ثانية على هذا التقدير أيضا (قوله مفصل البلاغة) بالنصب: أي جعل ترتيبها مصيبا إياه فالباء للتعدية وقد ترتفع على أنها للسببية والآلة (قوله هكذا) مفعول مطلق: أي هذا النوع من التناسق (قوله وذلك) أي المجئ فيها غير متعاطفة (لمجيئها متآخية) متناسبة غاية التناسب، وقوله (آخذا بعضها بعنق بعض) تأكيدا للتآخي وأقوى في الدلالة على كمال الاتصال مما تقدم من أخذ بعض الكلام بحجزة بعض (قوله وهلم جرا) أي تعال على هينة وسهولة وهو من أمثال العرب، وأصله من الجر في السوق وهو أن تترك الإبل ترعى في مسيرها، وجرا مصدر وقع حالا: أي جارا أو منجرا. وقيل منصوب على المصدرية لأن في هلم معنى جر وهم معطوف على مقدر: أي فاحكم باتحاد الجملة الثانية بالأولى وهلم جرا إلى ما بعدها (قوله بيان ذلك) أي بيان
(١٢١)
مفاتيح البحث: الضرب (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 116 117 118 119 120 121 122 123 124 125 126 ... » »»