عنه بالكلية من غير تعرض لوجود ريب في غيره (قوله وإيراده منكرا) لأنه يدل على أن هدى لا يكتنه كنهه (قوله إما موصول وإما منقطع) جعل المنصوب على المدح والمرفوع به موصولا كالصفة المجرورة يدل على أنهما تابعان حقيقة وإن خرجا عن التبعية صورة، وجعل المستأنف منقطعا يدل على أنه ليس تابعا حقيقة كالمخصوص بالمدح، وبيان ذلك أن الصفة إذا قطعت عن إعراب موصوفها مدحا أو ذما لم يتغير في المعنى ما قصد بها من إجرائها على موصوفها. وأما المستأنف فقد قصد الإخبار عنه بما بعده لا إثباته لما قبله وإن فهم ذلك ضمنا فليس هو جاريا عليه في المعنى حقيقة بل كالجاري عليه كذلك لما سيجئ. قال أبو علي: إذا ذكرت صفات المدح أو الذم وخولف في بعضها الإعراب فقد خولف للافتنان ويسمى نحو ذلك قطعا فقد صرح بأن الكل صفات وإنما سمى قطعا نظرا إلى اللفظ فلا ينافي جعله موصولا نظرا إلى المعنى. فإن قلت: تغيير الإعراب نصبا أو رفعا من أي وجه يدل على ما قصد به من مدح أو ذم أو غيرهما. قلت: من حيث إن تغير المألوف يدل على زيادة ترغيب في إسماع المذكور ومزيد اهتمام بشأنه سيما مع التزام حذف الفعل أو المبتدأ، وذلك لما يقصد به مما يناسبه ويليق بالمقام من المدح أو الذم أو نحو ذلك ويتعين بمعونة المقام. وذكر ابن مالك أنه التزم حذف الفعل في المنصوب إشعارا بأنه لإنشاء المدح كالمنادى، وحذف المبتدأ في المرفوع إجراء للوجهين على سنن واحد (قوله أعني الذين أو هم الذين) نشر لما تقدم (قوله حسنا غير تام) قد عرفت أن التام هو الوقف على مستقل يكون ما بعده أيضا مستقلا، وأن الحسن هو الوقف على مستقل سواء استقل ما بعده أولا، وحيث كان المخصوص بالمدح تابعا حقيقة لم يكن مستقلا كيف وقد نبهوا على شدة اتصاله وعدم استقلاله بالتزام حذف الفعل والمبتدأ ليكون في صورة متعلق بما قبله، فالوقف على المتقين حينئذ حسن غير تام، ومن اشترط في ذلك أن يكون لما بعد الموقوف عليه تعلق إعرابي به.
قال: المخصوص وصف في المعنى لما قبله فكأنه تابع له في الإعراب (قوله كان وقفا تاما) لأن المستأنف كلام مفيد مستقل وإن كان مرتبطا بما قبله ارتباطا معنويا مانعا لصلوحية أن يعطف عليه قوله - إن الذين كفروا - وسيأتيك تحقيقه هناك (قوله ما هذه الصفة) أجمل في الاستفهام ثم فصل مبالغة وتنبيها على أن هذه الصفة لها شأن وأنها تحتمل وجوها ههنا وقدم الكاشفة ترجيحا لها وإن كانت المخصصة أدور في الاستعمال، وغير الأسلوب في المادحة بقوله أم جاءت لقلتها كما يقال في النحو، ويقد يجئ لمجرد الثناء ولذلك أشار إلى مثالها، وقوله (أواردة) خبر