فيومئذ وقعت الواقعة (15) وانشقت السماء فهي يومئذ واهية (16) والملك على أرجائها ويحمل عرش ربك فوقهم يومئذ ثمانية (17) يومئذ تعرضون لا تخفى منكم خافية) (18) ثمان آيات.
قرأ (لا يخفى) بالياء أهل الكوفة، لان تأنيث (خافية) ليس بحقيقي.
وقد فصل بينها وبين الفعل فاصل. الباقون بالتاء على لفظ التأنيث. والتقدير لا يخفى عليه شئ منكم نفس خافية.
يقول الله تعالى مخبرا عما فعل بقوم نوح وفرعون وقومه على وجه الامتنان على خلقه بما فعل بهم من الهلاك الذي فيه زجر لغيرهم عن الكفر وارتكاب المعاصي (إنا لما طغى الماء) ومعناه لما تجاوز الماء الحد المعروف في العظم حتى غرقت الأرض بمن عليها إلا من شاء الله نجاته، وذلك في زمن نوح عليه السلام وغرق فرعون وقومه بانطباق البحر عليهم، وقال ابن عباس ومجاهد: معنى طغى الماء كثر، وغرق الله - عز وجل - قوم نوح. وقال قتادة: ارتفع على كل شئ خمس عشرة ذراعا. وقوله (حملناكم في الجارية) أي حملنا أباكم نوحا ومن كان معه من ولده المؤمنين في السفينة، فالجارية السفينة التي من شأنها أن تجري على الماء، ومنه قوله (وله الجوار المنشآت في البحر كالاعلام) (1) والجارية المرأة الشابة تسمى بذلك، لأنها يجري فيها ماء الشباب. والحمل امساك الشئ بالوضع على غيره، تقول حملته حملا، والحمل - بفتح الحاء - ما كان في البطن أو الشجر - وبكسر الحاء - ما كان على الظهر.