و (بعد) هاهنا معناه (مع) وقال آخر زنيم ليس يعرف من أبوه * بغي الام ذو حسب لئيم (1) ويقال للتيس: زنيم له زنمتان، والزنيم الدعي - عن ابن عباس - وقيل:
هو الذي يعرف بالشر، كما تعرف الشاة بزنمتها.
وقوله (أن كان ذا مال وبنين) من قرأ على الاستفهام، وهو حمزة وأبو بكر عن عاصم أراد، ألان كان ذا مال وبنين؟! على وجه التوبيخ له (إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين) ويحتمل أن يكون المراد لان كان ذا مال وبنين يطاع. وقيل: كان له ألف دينار وعشرة بنين (إذا تتلى عليه آياتنا قال أساطير الأولين) أي أحاديث الأولين التي سطرت وكتبت لا أصل لها وواحد الأساطير أسطورة - في قول الزجاج. وقرأ حمزة وأبو بكر عن عاصم (أأن كان ذا مال وبنين) بهمزتين. وقرأ ابن عامر بهمزة ممدودة. الباقون بهمزة واحدة. وقد فسرناه. فقال الله تعالى مهددا له ومتوعدا (سنسمه على الخرطوم) أي سنعلم على أنفه علامة يعرف بها الملائكة انه من أهل النار، فالسمة العلامة المفرقة بالرؤية بين الأشياء المختلطة، كسمة الخيل إذا أرسلت في المروج، وسمه يسمه توسما وسمة، فهو مرسوم. والخرطوم الانف، وهو الناتئ في الوجه الذي يقع به الشم. ومنه خرطوم الفيل، وخرطمه إذا قطع أنفه وجعله خراطيم. وقال ابن عباس: معنى (سنسمه على الخرطوم) نحطمه بالسيف في القتال، كما فعل بهم يوم بدر. وقال قتادة: معناه سنعلمه بشئ يبقى على الأبد. وقال بعضهم معناه: سنسود وجهه فعبر عن الوجه بالخرطوم، لأنه فيه.
وقيل: نزلت هذه الآيات في الوليد بن المغيرة المخزومي، وقيل: نزلت