في الواو المقارنة على قياس (من واقد) ولم يقرأ به أحد. وقرأ (آن كان ذا مال) بهمزة واحدة ممدودة يعقوب وأبو جعفر وابن عامر - وبهمزتين - حمزة وأبو بكر، الباقون بهمزة واحدة. واختلفوا في معنى (ن) في هذا الموضع.
فقال قوم: هو اسم من أسماء السورة مثل (حم، والم وص، وق) وما أشبه ذلك. وهو الذي قلنا إنه أقوى الأقوال. وقال ابن عباس - في رواية عنه - إن النون الحوت الذي عليه الأرضون. وفي رواية أخرى عنه إن النون الدواة.
وهو قول الحسن وقتادة، وروي في خبر عن النبي صلى الله عليه وآله أنه قال: (نون) لوح من نور. وقال قوم: تقديره ورب نون والقلم. والقلم آلة مبرية للكتابة. والمقلمة وعاء القلم، وجمعه أقلام، ومنه قلامة الظفر، لأنه يؤخذ منه كالاخذ بالقط. وانجر القلم بالقسم. وقوله (وما يسطرون) (ما) في موضع جر بالعطف على (والقلم) وكان القسم بالقلم وما يسطر بالقلم، ويجوز أن تكون (ما) مصدرية، وتقديره: ن والقلم وسطركم، فيكون القسم بالكتابة، وعلى الأول بالمكتوب والسطر الكتابة، وهو وضع الحروف على خط مستقيم: سطر يسطر سطرا إذا كتب، وأسطر إذا كتب.
وجمع السطر سطور واسطار، قال رؤبة:
اني وأسطار سطرن سطرا (1) والمسطرة آلة التسطير. وقوله (ما أنت بنعمة ربك بمجنون) هو المحلوف عليه، وهو جواب القسم، ومعناه لست يا محمد بمجنون بنعمة ربك، كما تقول ما أنت بنعمة ربك بجاهل، وجاز تقديم معمولها بعد الباء، لأنها زائدة مؤكدة في ما أنت بنعمة ربك بمجنون، وتقديره انتفى عنك الجنون بنعمة ربك، وإنما قال (ما أنت بنعمة ربك بمجنون) مع أن الجنة قد تكون نعمة، لان الجنة لا تكون