هداه إلى الحق في الدين يهديه هدى، والعمل بالبيان عن طريق الرشد هدى، وكذلك باللطف فيه. والتقوى تجنب ما يؤدي إلى الردى، اتقاه اتقاء وتقوى والأصل وقيا. فأبدلت الواو تاء، والياء واوا، لان التاء أحسن أولا من الواو مع مناسبتها بالقرب وامتناع المخرج، والتقدير أرأيت الذي فعل هذا الفعل ما الذي يستحق بذلك من الله من العقاب. ثم قال على وجه التهديد (كلا لئن لم ينته) عن هذا الفعل والقول (لنسفعا بالناصية) أي لنغيرن بها إلى حال تشويه، يقال:
سفعته النار والشمس إذا غيرت وجهه إلى حال تشويه، وقيل: هو أن يجر بناصيته إلى النار، والناصية شعر مقدم الرأس. وهو من ناصي يناصي مناصاة إذا واصل قال الراجز:
قي يناصيها بلاد قي (1) فالناصية متصلة بشعر الرأس. وقوله (ناصية) بدل من (الناصية) بدل النكرة من المعرفة ووصفها بأنها (كاذبة خاطئة) ومنعاه أن صاحبها كاذب في أقواله خاطئ في أفعاله وأضاف الفعل إليها لما ذكر الخبر بها، وقوله (فليدع ناديه) وعيد للذي قال: أنا أكثر هذا الوادي ناديا بأن قيل له (فليدع ناديه) إذا حل عقاب الله به. وقال أبو عبيدة: تقديره، فليدع أهل ناديه، كقوله (واسأل القرية) (2) والنادى الفناء ومنه قوله (وتأتون في ناديكم المنكر) (3) ثم قال (سندع) نحن (الزبانية) يعني الملائكة الموكلين بالنار - في قول ابن عباس وقتادة ومجاهد والضحاك - وقال أبو عبيدة: واحد الزبانية زبينة، وقال الكسائي واحدهم زبني.
وقال الأخفش: واحدهم زابن. وقيل: زبنية. ويجوز أن يكون اسما للجمع مثل