وقوله (أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى) تقرير للنبي صلى الله عليه وآله وإعلام له ما يفعله بمن ينهاه عن الصلاة. وقيل: إن الآيات نزلت في أبي جهل بن هشام، والمراد بالعبد في الآية النبي صلى الله عليه وآله فان أبا جهل كان ينهى النبي صلى الله عليه وآله عن الصلاة وكان النبي صلى الله عليه وآله لما قال أبو جهل: ألم أنهك عن الصلاة انتهره واغلظ له، فقال أبو جهل، أنا أكثر أهل هذا الوادي ناديا - ذكره ابن عباس وقتادة - والمعنى أرأيت يا محمد صلى الله عليه وآله من فعل ما ذكرناه من منع الصلاة، وينهى المصلين عنها؟
ماذا يكون جزاؤه؟ وما يكون حاله عند الله؟ وما الذي يستحقه من العقاب؟
قوله تعالى:
(أرأيت إن كان على الهدى (11) أو أمر بالتقوى (12) أرأيت إن كذب وتولى (13) ألم يعلم بأن الله يرى (14) كلا لئن لم ينته لنسفعا بالناصية (15) ناصية كاذبة خاطئة (16) فليدع ناديه (17) سندع الزبانية (18) كلا لا تطعه واسجد واقترب) (19) تسع آيات.
لما قال للنبي صلى الله عليه وآله (أرأيت الذي ينهى عبدا إذا صلى) بين ما ينبغي أن يقال له فإنه يقال له (أرأيت إن كان) هذا الذي صلى (على الهدى) والطريقة الصحيحة (أو أمر بالتقوى) أي بأن يتقي معاصي الله كيف يكون حال من ينهاه عن الصلاة ويزجره عنها؟! ثم قال للنبي صلى الله عليه وآله (أرأيت إن كذب وتولى) بما يقال له وأعرض عن قبوله. والاصغاء إليه (ألم يعلم بأن الله يرى) أي يعلم ما يفعله ويدرك ما يصنعه، فالهدى البيان عن الطريق المؤدي إلى الغرض الحكمي يقال: