لما بين الله تعالى الدلالة على وحدانيته ونبه على الاستدلال بها، قال لنبيه محمد صلى الله عليه وا له (فذكر) يا محمد (إنما أنت مذكر) فالتذكير التعريف للذكر بالبيان الذي يقع به الفهم، والنفع بالتذكير عظيم، لأنه طريق للعلم بالأمور التي نحتاج إليها وملين القلب للعمل بها، ومذكر يعني بنعم الله تعالى عندهم وما يجب عليهم في مقابلتها من الشكر والعبادة فقد أوضح الله تعالى طريق الحجج في الدين وأكده غاية التأكيد بما لا يسع فيه التقليد بقوله (إنما أنت مذكر) وقوله (وذكر فان الذكرى تنفع المؤمنين) (1) وقوله (إن في ذلك لآية لقوم يعقلون) (2) و (آية لقوم يتفكرون) (3) و (آية لقوم يذكرون) (4) و (لايات لأولي الألباب) (5) وقوله (قل هاتوا برهانكم إن كنتم صادقين) (6) وقوله (وجادلهم بالتي هي أحسن) (7) ومحاجة إبراهيم عليه السلام للكافر بربه (8) وقوله (فاعتبروا يا أولى الابصار) (9) وقوله (أفلا يتدبرون القرآن أم على قلوب اقفالها) (10) وقوله (لست عليهم بمسيطر) فالمسيطر المسلط على غيره بالقهر له يقال تسيطر فلان على فلان، وسيطر إذا تسلط، وعلى وزن مسيطر مبيطر. وقال أبو عبيدة:
لا ثالث لهما من كلام العرب، وقيل: كان هذا قبل فرض الجهاد، ثم نسخ،