التبيان - الشيخ الطوسي - ج ٤ - الصفحة ١٠٣
وقرت أدنه - بضم الواو وكسر القاف - يوقر - بفتح الياء والقاف - إذا كان فيها الوقر. وقال أبو زيد: سمعت العرب تقول: أذن موقرة - بضم الميم وفتح القاف - ومن الحمل يقال: أوقرت الدابة فهي موقرة. ومن السمع وقرت سمعه - بتشديد القاف - فهو موقر، قال الشاعر:
ولي هامة قد وقر الضرب سمعها (1) وأساطير واحدها أسطورة، وإسطارة، مأخوذ من سطر الكتاب، قال الراجز:
اني وأسطار سطرن سطرا * لقائل يا نصر نصرا نصرا (2) وأسطار جمع سطر. ومن قال في واحده: سطر، قال في الجمع أسطر، وجمع الجمع أساطير، ومعناها الترهات البسابس يعني ليس له نظام. وقال الأخفش: أساطير جمع لا واحد له، نحو (مذاكير وأبابيل) وقال بعضهم:
واحد الأبابيل إبيل - بتشديد الباء وكسر الألف -.
ومعنى قوله: " وجعلنا على قلوبهم أكنة أن يفقهوه " قد مضى نظائره.
في قوله: " وجعلنا قلوبهم قاسية " (3) أي منعناهم الألطاف التي تبسط المؤمنين وتبعثهم على الازدياد من الطاعة، لان الله تعالى لما أزاح علتهم علله بالدعاء والبيان والانذار والترغيب والترهيب فأبوا الا كفرا وعنادا وتمردا على الله وإعراضا عنه وعما دعاهم إليه، فمنعهم الطافه عقوبة لهم حيث علم أنهم لا ينتفعون بذلك ولا ينتهون إلى الحق، وألفوا الكفر وأحبوه حتى صاروا كالصم عن الحق وصارت قلوبهم كأنها في أكنة فجاز أن يقال في اللغة جعل على قلوبهم أكنة وفي آذانهم وقرا، كما يقول القائل لغيره أفسدت سيفك إذا ترك استعماله حتى يصدي، وجعلت أظافيرك سلاحا إذا لم يقلمها. ويقال للرجل إذا آيس من عبده أو ولده بعد الاجتهاد في تأديبه فخلاه وأقصاه قد جعلته بحيث لا يفلح

(1) تفسير الطبري 11: 306 (2) قائله رؤبة ملحقات ديوانه 174 واللسان والصحاح (نصر).
(3) سورة 5 المائدة آية 14.
(١٠٣)
مفاتيح البحث: كتاب تفسير الطبري (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 98 99 100 101 102 103 104 105 106 107 108 ... » »»
الفهرست