569 - 9 - قال حدثني إبراهيم بن بنان الخثعمي قال: حدثنا جعفر بن أحمد بن يحيى بن منمس قال: حدثنا علي بن أحمد بن القاسم الباهلي:
عن ضرار بن الأزور ان رجلا من الخوارج سأل ابن عباس رضي الله عنه عن [أمير المؤمنين. ر] علي بن أبي طالب عليه السلام فأعرض عنه ثم سأله فقال:
لكان والله علي أمير المؤمنين يشبه القمر الزاهر والأسد الخادر والفرات الزاخر والربيع الباكر، فأشبه من القمر ضوؤه وبهاؤه، ومن الأسد شجاعته ومضاؤه، ومن الفرات جوده وسخاؤه، ومن الربيع خصبه وحباؤه، عقم النساء أن يأتين بمثل علي [أمير المؤمنين.
أ، ب] بعد النبي [ب، أ: رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم]، تالله ما سمعت ولا رأيت إنسانا [محاربا. ر، ب] مثله، وقد رأيته يوم صفين وعليه عمامة بيضاء وكأن عينيه سراجان (1) وهو يتوقف على شرذمة [شرذمة. ب ر] يحضهم ويحثهم إلى أن انتهى إلي و أنا في كنف من المسلمين فقال:
معاشر المسلمين استشعروا الخشية، وعنوا الأصوات، وتجلببوا بالسكينة، وأكملوا اللامة، وأقلقوا السيوف في الغمد قبل السلة، والحظوا الشزر، واطعنوا [الخزر. ب]، ونافحوا بالظبا وصلوا السيوف بالخطا والرماح بالنبال، فإنكم بعين الله [و. أ، ب] مع ابن عم نبيكم، عاودوا الكر واستحيوا من الفر، فإنه عار باق في الاعقاب، ونار يوم الحساب، فطيبوا عن أنفسكم نفسا [ر: أنفسا]، واطووا عن الحياة كشحا، وامشوا إلى الموت مشيا [سجحا].
وعليكم بهذا السواد الأعظم والرواق المطنب فاضربوا ثبجه، فان الشيطان عليه لعنة الله راكد في كسره، نافج حضنيه [ب، أ: حضنه] ومفترش ذراعيه، قد قدم للوثبة يدا، وأخر للنكوص رجلا، فصمدا [أ: فصبرا] حتى يتجلى لكم عمود [خ ل: عمد] الحق وأنتم الأعلون والله معكم ولن يتركم أعمالكم.