الكشف المثالي عن سرقات سليم الهلالي - أحمد الكويتي - الصفحة ٢٣
فإن كان صادقا في أنه القائل المتضلع، والجامع المتتبع، فشكر الله مسعاه،، وبارك فيما ادعاه، وإن كان سارقا سالخا، وناسخا ماسخا، وكاذبا في دعوى اطلاعه على الأصول، ومدعيا ما لا حاصل عنده به ولا محصول، ومغيرا على تصنيفي، ومنتحلا لتأليفي؟ فلا يأمن أن يحرمه الله نفعه وثوابه، وأن يعدم عليه نفسه وكتابه، ثم لا يدفع عنه كبير ولا جليل، ولا يغني عنه صديق ولا خليل.
فليت شعري ما الذي ألجأه إلى ولوج هذا الباب وليس له طاقة؟! وما الذي اضطره إلى التنبيه بأهل الإفاقة، وهو من أهل الفاقة؟!
فإن ظن أنه يربح بذلك، فإنما هو يخسر، وإن توهم أنه يدعى بذلك رأسا فإنما هو رأس منسر.
وأغار منهما على كل نفيس قدره وسني، فيستفيد ولا يعترف، وينكر ما أضحى له من بحار كتبنا يغترف، فليدك دكا، وليشك في دفتر الخائنين شكا، ولتبك عنقه كما بكت بمكة أعناق الجبابرة بكا، وإن زكاه أحد فما خائن عندنا بمزكى.
والله إن سارقا يسرق الأشعار، وهي بالنسبة إلى العلم رخيصة الأسعار، فيعز على المسروق منه ويشتد، وينبه على سرقته ويعتد، ويساعده على ذلك أهل الأدب، وينتدبون لافضاحه مع من انتدب، ويؤلفون الكتب في هتكه، ويدرجونه في حيز المهمل وسلكه، ألم تر إلى كتاب (الحجة في سرقات ابن حجة).
وعقد علماء البيان في كتبهم السرية بابا في السرقات الشعرية، كل ذلك في إعطاء الفضائل حقها، وتوفية بنسبة الحقوق إلى من استحقها.
وما أحسن الفصل الذي ذكره الحريري في (مقاماته)، حيث قال:
(فبرزت يوما إلى الحريم، لأروض طرفي، وأجيل في طرقه طرفي؟ فإذا فرسان متتالون، ورجال منثالون، وشيخ طويل اللسان، قصير الطيلسان، قد لبب فتى خلق الجلباب، قويم الشباب.
(٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 17 19 20 21 22 23 24 25 26 27 28 ... » »»
الفهرست