التنديد بمن عدد التوحيد - حسن بن علي السقاف - الصفحة ٣٣
النداء عبادة، ولو كان هذا النداء لأموات، ففي الصحيحين: (أن النبي ص قال لأهل البئر واسمها القليب، التي ألقي فيها جماعة من الكفار في بدر:
(هل وجدتم ما وعدكم الله ورسوله حقا فإني قد وجدت ما وعدني الله حقا)، خاطب النبي كفار قليب بدر، قال عمر: يا رسول الله كيف تكلم أجسادا لا أرواح فيها، قال: ما أنتم بأسمع لما أقول منهم غير أنهم لا يستطيعون أن يردوا على شيئا) رواه البخاري (7 / 301 فتح) ومسلم (4 / 2203).
وليس التوسل عبادة للمتوسل به إلى الله، فقد علم رسول الله ص الأعمى أن يقول: (اللهم إني أتوجه إليك بنبيك محمد نبي الرحمة، يا محمد إني أتوجه بك إلى ربي في حاجتي لتقضى..) الحديث وهو صحيح مشهور بين أهل العلم، رواه الترمذي (5 / 569) والبيهقي في (دلائل النبوة) (6 / 166 - 168) والحاكم (1 / 313) وصححه على شرطهما وأقره الذهبي وغيرهم بأسانيد صحيحة.
كما أن الاستغاثة أيضا بمخلوق ليست عبادة له كما ثبت في الصحيحين (أن الشمس تدنو يوم القيامة حتى يبلغ العرق نصف الأذن فبينا هم كذلك استغاثوا بآدم ثم بموسى ثم بمحمد ص فيشفع ليقضى بين الخلق) انظر فتح الباري (3 / 338)، فما زعمه الجهلة أن كل نداء للميت عبادة له فهو من التخبط في الجهل القبيح.
وملخص ما مر أن العبادة في اللغة هي مطلق الطاعة والخضوع لأي أحد كان بخلاف العبادة في اصطلاح الشرع فهي غاية التذلل والخضوع لمن يعتقد الخاضع له بعض صفات الربوبية، فإذا فهمت ذلك علمت يقينا أن من أطاع أحدا وخضع له لا لاعتقاده أن له بعض صفات الربوبية لا يسمى
(٣٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 28 29 30 31 32 33 34 35 36 37 38 ... » »»
الفهرست