الإغاثة - حسن بن علي السقاف - الصفحة ٣٠
الجامعة الأردنية، وقد نقل الأبيات أيضا العلامة يوسف النبهاني من خط الحافظ ابن حجر كما ذكر ذلك في مجموعة القصائد النبهانية (1 / 166) فانظر ذلك.
وهناك أبيات أخرى لا أود إطالة هذه الرسالة بها فليراجعها من شاء.
فقد نقلت في هذه العجالة الاستغاثة عن ابن عباس ومالك الدار والسيدة عائشة وبلال بن الحارث المزني صاحب حديث مالك الدار عند ابن أبي شيبة، وكذا يدخل بذلك جميع من حضر من الصحابة والتابعين، وكذا الإمام أحمد رحمه الله تعالى والطبراني والنووي الذي نقل استحباب ذلك عن الشافعية والحافظ ابن حجر، وأظن أن في ذلك إقناعا لكل لبيب أن يتقي الله تعالى ويعلم أن هذا الأمر جائز شرعا.
حجة من يحرم الاستغاثة من السنة:
استدل من حرم الاستغاثة بحديث عبادة بن الصامت رضي الله عنه أن أبا بكر الصديق قال: قوموا بنا نستغيث برسول الله (صلى الله عليه وسلم) من هذا المنافق، فقال رسول الله (صلى الله عليه وسلم):
(إنه لا يستغاث بي وإنما يستغاث بالله تعالى) وهذا حديث ضعيف ذكره محدث. العصر السيد عبد الله الغماري في (الرد المحكم المتين) وقد روى هذا الحديث الطبراني وفي سنده ابن لهيعة وهو ضعيف، ذكره الهيثمي في المجمع (8 / 40) قال رواه أحمد وفيه راو لم يسم وابن لهيعة، وذكر في المجمع (10 / 159) أن ابن لهيعة حسن الحديث، وليس كذلك فقد ضعفه هو وغيره مرارا، مع أن الحديث يخالف الأحاديث الصحيحة وخصوصا حديث الصحيحين الصريح في الاستغاثة، ولو صح هذا الحديث كان حجة على أن الاستغاثة ليست كفرا وإنما تركها هو الأدب والأفضل لأن أبا بكر أعرف الناس وأفقه الناس بالقرآن بعد النبي من أمته فيما يوجب الكفر من غيره، وأيضا لم يأمره النبي صلى الله عليه وآله وسلم أن يتشهد ويدخل من جديد في الإسلام.
(٣٠)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 25 26 27 28 29 30 31 32 33 34 35 ... » »»