الأكمه والأبرص، لم يكن كافرا، مع أن الله تعالى هو محيي الموتى حقيقة وهو الذي يبرئ الأكمه والأبرص، وكلنا يعتقد أن التأثير لله لا لسيدنا عيسى، وكذلك إذا استغاث رجل برسول الله (صلى الله عليه وسلم) راجيا أن يدعو الله له في تفريج مصيبته أو كربه معتقدا أنه حي في قبره يبلغه سلام أمته أينما كانوا وتعرض عليه أعمالهم، لم يكن ذلك شركا عند من تجرد من العصبية واتقى الله تعالى، بل سيتحقق أن ذلك سنة وردت به الأحاديث الصحيحة ونص عليه علماء الأمة الثقات من السلف والمحدثين. فليتق الله من يأكل الدراهم متظاهرا بالدعوة إلى التوحيد والتشديد والتقييد، ممن يركض وراء دعاة التوحيد الذين يقولون بقدم العالم بالنوع وبتجويز استقرار معبودهم على ظهر بعوضة، هداهم الله.
ح) وكذا شيخ الإمام النووي الذي حكى عنه النووي القصة في الأذكار وهو الإمام محمد بن أبي اليسر. أنظر شرح الأذكار لابن علان (5 / 151).
ط) وكذلك الحافظ ابن حجر العسقلاني حيث ذكر حديث ابن أبي شيبة في الفتح (2 / 495) ولم ينته أن ذلك شرك كما نبه عليه المعلق على الفتح هداه، وكذلك عند تحسين حديث البزار الذي في الاستغاثة، وللحافظ أيضا أبيات في قصائده هي صريح الاستغاثة وإني أعرض بعض تلك الأبيات وهي ثابتة عنه ثبوت الشمس في رابعة النهار، ولمثله من الحفاظ أيضا أبيات كثيرة كابن دقيق العيد وابن سيد الناس وغيرهم، فليحارب بعد اليوم المأجورون الحافظ ابن حجر الذي يقول أبياتا أبلغ من أبيات الإمام البوصيري رحمهما الله تعالى. ومهما حاول هؤلاء أن ينفوا ذلك عن الحافظ أو يتهربوا منها أو من الجواب عليها فلن يستطيعوا، وهذه بعض الأبيات: قال الإمام ابن حجر:
نبي الله يا خير البرايا بجاهك أتقي فصل القضاء وأرجو يا كريم العفو عما جنته يداي يا رب الحباء فقل يا أحمد بن علي اذهب إلى دار النعيم بلا شقاء أنظر ديوان الحافظ ابن حجر (المطبوع بالهند المكتبة العربية / حيدر أباد الدكن سنة 381 ا ه وهي طبعة مصححة) توجد نسخة من الكتاب بمكتبة