الإغاثة - حسن بن علي السقاف - الصفحة ٢٧
د، ه‍) ذكر ابن مفلح لذلك يدل على أن ذلك جائز عنده ليس بشرك كما يدعي الغلاة اليوم، فذكر القصة في كتابه المذكور يبين أن الاستغاثة بغير الله ليست شركا عنده إلا أن اعتقد المستغيث أن المستغاث به له قوة النفع والضر بنفسه دون الله وأنه متصرف في الكون دون الله، وانظر كيف ذكر ذلك ابن تيمية في الكلم الطيب ولم يعتبره من الكلم الخبيث صحيفة (98) حديث (177) وكيف علق على ذلك الألباني فذكر أن الحديث ضعيف ولم يقل إنه حسن موقوف على ابن عباس، وما أدري ماذا يسمى هذا؟!
و) الإمام الحافظ الطبراني:
ذكر الطبراني في معجمه الكبير أن حديث: (إذا ضل أحدكم شيئا أو أراد أحدكم غوثا وهو بأرض ليس بها أنيس فليقل: يا عباد الله أغيثوني....) وأن هذا مجرب، وهذا منه تقوية للحديث وإن كان سنده ضعيفا، ولم ينبه الإمام الحافظ الطبراني السلفي (توفي 360) أن هذا شركا يجب اجتنابه بل حض عليه.
نهم الإمام الحافظ النووي رحمه الله تعالى:
ذكر الإمام النووي في الأذكار في كتاب أذكار المسافر: باب ما يقول إذا انفلتت دابته: (ص 331 من طبعة دار الفكر دمشق بتحقيق أحمد راتب حموش) ما نصه:
روينا في كتاب ابن السني عن عبد الله بن مسعود رضي الله عنه عن رسول الله صلى الله عليه وآله وسلم قال: (إذا انفلتت دابة أحدكم بأرض فلاة فليناد يا عباد الله احبسوا يا عباد الله احبسوا فإن لله عز وجل حاضرا سيحبسه).
قلت: حكى لي بعض شيوخنا الكبار في العلم أنه انفلتت له دابة أظنها بغلة وكان يعرف هذا الحديث، فقاله، فحبسها الله عليهم في الحال. وكنت أنا مرة مع جماعة فانفلتت منها بهيمة وعجزوا عنها فقلته: فوقفت في الحال بغير سبب سوى هذا الكلام.
انتهى كلام الإمام الحافظ النووي من الأذكار.
(٢٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 22 23 24 25 26 27 28 29 30 31 32 ... » »»