الإغاثة - حسن بن علي السقاف - الصفحة ٢١
بل حثوا الأمة على الدعاء به تطبيقا لسنة النبي صلى الله عليه وآله وسلم، والمستغيث منا الآن برسول الله (صلى الله عليه وسلم) يعرف أن النبي (صلى الله عليه وسلم) حي في قبره يسمع سلام المسلمين عليه ويرد عليهم وتعرض عليه أعمال أمته، فإذا وقف الإنسان منا على قبره صلى الله عليه وآله وسلم فقال:
يا رسول الله جئتك مستغفرا من ذنبي مستغيثا بك إلى ربي فاعف عني وأدع الله أن يغفر لي ذنوبي وإسرافي في أمري.
لم يكن ذلك شركا ولا كفرا باتفاق غير المتعصبين، وخصوصا إن علمت أن الإمام النووي حض على مثل هذه الصيغة كما في المجموع (8 / 274) ونقله عن علماء الشافعية، وأن ابن حجر العسقلاني يقول كما في ديوانه بخط القلم:
نبي الله يا خير البرايا * بجاهك أتقي فصل القضاء وأرجو يا كريم العفو عما * جنته يداي يا رب الحباء فكعب الجود لا يرضى فداء * لنعلك وهو رأس في السخاء وسن بمدحك ابن زهير كعب * لمثلي منك جائزة الثناء فقل يا أحمد بن علي اذهب * إلى دار النعيم بلا شقاء فإن أحزن فمدحك لي سروري * وإن أقنط فحمدك لي رجائي (6) وديوان الحافظ مطبوع قديما في الهند وهناك نسخة منه في مكتبة الجامعة الأردنية فلتنظر وليبحث عن مخطوطه أيضا بخطه للتأكد.
فإن قال قائل في هذين الدليلين هذه الاستغاثة جائزة في حياته فقط، قلنا: أنت لا تجيز الاستغاثة بغير الله مطلقا، وتصف المستغيث بالشرك في أمر أقل ما يقال فيه: أمر مختلف فيه، وتدعي أن هذا من صلب العقيدة،

(6) وعلى أولئك الذين ينتقدون أبيات البردة للإمام البوصيري رحمه الله تعالى أن ينتقدوا بعد اليوم أبيات الحافظ ابن حجر وغيره من الحفاظ الذين يقولون مثل ما يقول البوصيري بل أكثر من ذلك ومنه نعلم سقوط كلام ذلك المسكين الذي علق على كتاب (هل المسلم ملزم باتباع مذهب معين) وشطحه ص 71 - 74 وعدم تذوقه لعلوم العربية، وأكله الزنجبيل.
(٢١)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 15 16 18 19 20 21 22 23 24 25 26 ... » »»