من لطواف وعند الترمذي وابن ماجة من حديث ابن عمر بلفظ من طاف بالبيت أسبوعا وصلى ركعتين كان كعتق رقبة، وذكره الغزالي في الإحياء بهذا اللفظ بل عنده أيضا فمن طاف أسبوعا حافيا حاسرا كان له كعتق رقبة ومن طاف أسبوعا في المطر غفر له ما سلف من ذنبه، ولم يخرج ثانيهما العراقي، وأما أولهما فلابن ماجة عن أبي عقال قال طفت مع أنس بن مالك في مطر فلما قضينا الطواف أتينا المقام فصلينا ركعتين فقال لنا أنس ائتنفوا العمل فقد غفر لكم هكذا قال لنا رسول الله صلى الله عليه وسلم وطفنا معه في مطر، وفي لفظ لغيره من طاف بالكعبة في يوم مطير كتب الله له بكل قطرة تصيبه حسنة ومحا عنه بالأخرى سيئة، ويشهد لذلك كثرة الأحاديث الواردة في فضل مطلق الطواف والترغيب فيه كحديث ابن عمر عند الترمذي وحسنه واللفظ له ولابن ماجة مرفوعا من طاف بهذا البيت أسبوعا وأحصاه كان كعتق رقبة، بل من المشهور أيضا حديث من طاف بالبيت سبعا لا يتكلم إلا بسبحان الله والحمد لله ولا إله إلا الله والله أكبر ولا حول ولا قوة إلا بالله محيت عنه عشر سيئات وكتبت له عشر حسنات ورفع له بها عشر درجات ومن طاف فتكلم في تلك الحال خاض في الرحمة برجليه كخائض الماء برجليه، وأخرجه الطبراني في الأوسط وابن ماجة بسند ضعيف، وفيه من طاف حول البيت سبعا في يوم صائف شديد حره وحسر عن رأسه وقارب بين خطاه وقل التفاته وغض بصره وقل كلامه إلا بذكر الله واستلم الحجر في كل طواف من غير أن يؤذي أحدا كتب الله له بكل قدم يرفعها ويضعها سبعين ألف حسنة ومحا عنه سبعين ألف سيئة ورفع له سبعين ألف درجة ويعتق عنه سبعين ألف رقبة ثمن كل رقبة عشرة آلاف درهم ويعطيه الله سبعين شفاعة إن شاء في أهل بيته من المسلمين وإن شاء في العامة وإن شاء عجلت له في الدنيا وإن شاء أخرت له في الآخرة، وأخرجه الجندي في تاريخ مكة عن ابن عباس مرفوعا، وفي رسالة الحسن البصري ومناسك ابن الحاج نحوه، ولكن آثار الوضع عليه لائحة، ولذا قال السخاوي أنه باطل.
(٢٦٠)