فيض القدير شرح الجامع الصغير - المناوي - ج ٢ - الصفحة ٣٥
(ابن لآل) أحمد بن علي وكذا الديلمي (عن أبي سعيد) الخدري وفيه إسماعيل بن عمر شيخ لا يعرف وعطية العوفي أورده الذهبي في الضعفاء وقال ضعفوه.
1239 - (أفضل الأعمال الإيمان بالله وحده) لأن به فضلت الأنبياء على غيرهم، وهم إنما تفاضلوا فيما بينهم بالعلم به لا بغيره من الأعمال (ثم الجهاد، ثم حجة مبرورة) أي مقبولة أو لم يخالطها إثم من الاحرام إلى التحلل الثاني أو لا رياء فيها، أقوال رجح النووي ثانيها والحجة المبرورة (تفضل سائر الأعمال، كما بين مطلع الشمس إلى مغربها) عبارة عن المبالغة في سموها على جميع أعمال البر قال النووي: وذكر هنا الحج بعد الإيمان وفي خبر آخر بدل الحج العتق في آخر بدأ بالصلاة فالبر فالجهاد وفي آخر السلامة من نحو يد ولسان. واختلاف الأجوبة باختلاف الأحوال والأشخاص كما تقدم وقدم الجهاد وليس بركن على الحج وهو ركن لقصور نفع الحج غالبا وتعدي نفع الجهاد أو كان حيث كان الجهاد فرض عين وكان أهم منه حالتئذ وهذا الحديث له تتمة عند أحمد من حديث عمرو بن العاص: سياقه سأل رجل رسول الله صلى الله عليه وسلم أي الأعمال أفضل: قال إيمان بالله وتصديق به وجهاد في سبيله وحج مبرور قال أكثرت: يا رسول الله، قال فلين الكلام وبذل الطعام وسماح وحسن خلق قال الرجل: أريد كلمة واحدة قال رسول الله صلى الله عليه وسلم: اذهب لا تتهم الله على نفسك انتهى. (طب عن ماعز) في الصحابة متعدد فكان اللائق تمييزه وقيل إن هذا غير منسوب وظاهر صنيع المصنف أنه لا يوجد إلا عند الطبراني وهو عجيب فقد خرجه أحمد في المسند قال الهيثمي بعد ما عزاه له وللطبراني رجال أحمد رجال الصحيح فاقتضى أن رجال الطبراني ليسوا كذلك فكان ينبغي للمصنف عزوه إليه لكن الحديث له شواهد ترقيه إلى الصحة بل ادعى بعضهم تواتره فمنها ما رواه أحمد عن عبادة أن رجلا أتى المصطفى صلى الله عليه وسلم فقال يا نبي الله أي العمل أفضل؟ قال: إيمان بالله، وتصديق به، وجهاد في سبيله قال: أريد أهون من ذلك قال السماحة والصبر، قال: أريد أهون من ذلك، قال: لا تتهم الله في شئ قضى لك به.
1240 - (أفضل الأعمال العلم بالله) أي معرفة ما يجب له ويمتنع عليه من الصفات والسلوب والإضافات فالعلم بذلك أفضل الأعمال وأشرف العلوم وأهمها فإنه ما لم يثبت وجود صانع عالم قادر مكلف مرسل للرسل منزل للكتب لم يتصور علم فقه ولا حديث ولا تفسير فجميع العلوم متوقفة على علم الأصول وتوقفها عليه ليس بطريق الخدمة بل الإضافة والرئاسة ومن ثم عد رئيس العلوم كلها فمعرفة الله تعالى والعلم به أول واجب مقصود لذاته على المكلف لكن ليس المراد بالمعرفة الحقيقية لأن حقيقته تعالى غير معلومة للبشر ولا العيانية لأنها مختصة بالآخرة عند مانعي الرؤية في الدنيا مطلقا أو لغير نبينا وهم الجلة الأكابر أو لأولي الرتب العلية وقليل ما هم ولا الكشفية فإنها منحة
(٣٥)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 30 31 32 33 34 35 36 37 38 39 40 ... » »»