ردها إلى قزوين والتذكير على تقدير الصرف إلى البلد والموضع بمعنى أن تلك البقعة مباركة مقدسة، وأنها تصير في الآخرة من أشرف بقاع الجنة فلا يليق أن يكون مسكنا للكفار، وأما علة جعل الضمير للغزو فالمراد أن غزو أهل ذلك البلد فاضل جدا يربو على فضل غزو غيرها من البلدان بحيث يوصل إلى استحقاق الدخول من أعلا أبواب الجنة وقد وقع غزوها وفتحت في زمن الصحابة وما ذكر من أنه الرواية فإنه هو الثابت الموجود في خط المؤلف لما في نسخ من إبدالها بأنها أصل له. (ابن أبي حاتم والخليلي معا في) كتاب (فضائل قزوين عن بشر) بكسر الموحدة وسكون المعجمة (ابن سليمان الكوفي عن رجل) من التابعين (مرسلا، خط في فضائل قزوين عن بشر بن سلمان، عن أبي السري عن رجل نسي أبو السري اسمه وأسند عن أبي زرعة) الرازي عبيد الله بن عبد الكريم الحافظ: (قال: ليس قي قزوين حديث أصح من هذا) أي ليس في الأخبار الواردة في فضل قزوين، خبر أصح منه ولا يلزم من هذا كونه صحيحا ولا حسنا.
1217 - (اغسلوا أيديكم) عند إرادة الشراب وإن كانت طاهرة (ثم اشربوا فيها) ندبا (فليس من إناء أطيب من اليد)، وفي رواية بدله فإنها أنظف آنيتكم فيندب فعل ذلك ولو مع وجود الآنية ولا نظر لاستكراه المترفين المتكبرين لذلك وما استطابه الشارع فهو الطيب وهذا الفعل مأثور عن الأنبياء في الزمن الأول فقد روي أن عيسى عليه السلام كان له إناء يشرب فيه فرأى رجلا يشرب بيديه فما زال يشرب كذلك حتى رفع، (هب عن ابن عمر) بن الخطاب، قال: مررنا على بركة، فجعلنا نكرع فيها فقال رسول الله صلى الله عليه وعلى آله وسلم: لا تكرعوا، أي لا تتناولوا الماء، بالفم كالبهائم ولكن اغسلوا أيديكم. فذكره وقال الحافظ ابن حجر: إسناده ضعيف ولا ينافي النهي عن الكرع، هنا ما في البخاري أن المصطفى صلى الله عليه وعلى آله وسلم دخل على أنصاري وهو يحول الماء في حائطه فقال النبي صلى الله عليه وعلى آله وسلم: إن كان عندك ماء بات الليلة في شنة، وإلا كرعنا الحديث لأن النهي عن الكرع للتنزيه والفعل لبيان الجواز، أو قصة الأنصاري قبل النهي أو النهي في حال الضرورة والفعل فيها.
1218 - (اغسلوا ثيابكم) أي أزيلوا أوساخها (وخذوا من شعوركم) أي أزيلوا شعر الإبط والعانة وما طال من نحو شارب ولحية بقص أو غيره. (واستاكوا)، بما يزيل القلح، في كل حال إلا بعد الزوال للصائم (وتزينوا) بالادهان، وتحسين الهيئة ولبس ما لا خشونة فيه ولا يخل بالمروءة (وتنظفوا) بإزالة الروائح الكريهة واستعملوا الطيب، ووقت ذلك عند الحاجة وهو مرة في كل أسبوع