سعيد) الخدري، وكذا رواه أبو داود والترمذي باللفظ المذكور من الوجه المزبور، ولعل المصنف ذهل عن ذلك، ثم إن فيه عند الكل عطية العوفي، قال في الكاشف: ضعفوه (حم طب هب عن أبي أمامة الباهلي) قال: عرض لرسول الله صلى الله عليه وسلم رجل عند الجمرة الأولى فقال: أي الجهاد أفضل؟ فسكت، فلما رمى الثانية سأله فسكت ثم سأله عند العقبة فوضع رجله في الغرز: أي الركاب، ثم ذكره، ثم قال:
أعني البيهقي: وإسناده لين، قال: وله شاهد مرسل بإسناد جيد، ثم ساقه عن الزهري بلفظ: أفضل الجهاد كلمة عدل عند إمام جائر (حم ن هب) والضياء أيضا كلهم (عن طارق) بالمهملة والقاف (ابن شهاب) ابن عبد شمس البجلي الأحمسي له رؤية ورواية، قال في الرياض: رواه النسائي بإسناد صحيح، وكذا قال المنذري فالمتن صحيح.
1247 - (أفضل الجهاد أن يجاهد الرجل) ذكر الرجل وصف طردي (نفسه) في ذات الله (وهواه) بأن يكفهما عن الشهوات ويمنعهما عن الاسترسال في اللذات ويلزمهما فعل الأوامر وتجنب المناهي، فإنه الجهاد الأكبر والهوى أكبر أعدائك، وهو ونفسك أقرب الأعداء إليك لما أن ذلك بين جنبيك والله يقول: * (يا أيها الذين آمنوا قاتلوا الذين يلونكم من الكفار) * [التوبة: 123] ولا أكفر عندك من نفسك، فإنها في كل نفس تكفر نعمة الله عليها، وإذا جاهدت نفسك هذا الجهاد خلص لك جهاد الأعداء الذي إن قتلت فيه كنت شهيدا من الأحياء الذين عند ربهم يرزقون، ولعمري إن جهاد النفس لشديد بل لا شئ أشد منه فإنها محبوبة وما تدعو إليه محبوب، فكيف إذا دعيت إلى محبوب فإذا عكس الحال وخولف المحبوب اشتد الجهاد بخلاف جهاد أعداء الدين والدنيا، ولهذا قال الغزالي: وأشد أنواع الجهاد الصبر على مفارقة ما هواه الإنسان وألفه، إذ العادة طبيعة خامسة، فإذا انضافت إلى الشهوة تظاهر جندان من جنود الشيطان على جند الله ولا يقوى باعث الدين على قمعهما. فلذا كان أفضل الجهاد، وقال أبو يزيد: ما زلت أسوق نفسي إلى الله، وهي تبكي حتى سقتها إليه وهي تضحك. تنبيه: قال ابن عربي: العلل في طريق السالكين ليس لها محل إلا النفوس فقط لاحظ فيها للعقول ولا للبدن فإن دواء علل العقول اتخاذ الميزان الطبيعي وإزالة الفكر ومداومة الذكر ليس إلا وعلل البدن الأدوية الطبية، وأما أمراض النفس فثلاثة: مرض في الأقوال كالتزام قول الحق فإن الغيبة حق وقد نهى عنها، والنصيحة في الملاحق وهي نصيحة مذمومة وكالمن والتحدث بما لا يعني ونحو ذلك، ومرض في الأفعال كالرياء والعجب، ومرض في الأحوال كصحبة للأولياء ليشيع أنه منهم وهو في نفسه مع شهوته، فمن عرف هذه العلل وأدواءها وخلص نفسه منها فقد نفعها، وذلك أفضل الجهاد مطلقا فإنه فرض عين مطلقا (ابن النجار) في تاريخه (عن أبي ذر) ظاهر صنيع المصنف أنه لم يره مخرجا لأحد من المشاهير الذين وضع لهم الرموز وهو ذهول عجب، وقد خرجه الحافظ أبو نعيم والديلمي من حديث أبي ذر بلفظ: أفضل الجهاد أن تجاهد نفسك وهواك في ذات الله.
1248 - (أفضل الحج العج) بفتح العين المهملة (والثج) أي أفضل أعمال الحج رفع الصوت