المرصد الأول في النبوات وفيه مقاصد المقصد الأول المتن في معنى النبي وهو لفظ منقول في العرف عن مسماه اللغوي فقيل هو المنبىء من النبأ لإنبائه عن الله تعالى وقيل من النبوة وهو الارتفاع لعلو شأنه وقيل من النبي وهو الطريق لأنه وسيلة إلى الله تعالى وأما في العرف فهو عند أهل الحق من قال له الله أرسلتك أو بلغهم عني ونحوه من الألفاظ ولا يشترط فيه شرط ولا استعداد بل الله يختص برحمته من يشاء من عباده وهو أعلم حيث يجعل رسالاته وهذا بناء على القول بالقادر المختار وأما الفلاسفة فقالوا هو من اجتمع فيه خواص ثلاث أحدها أن يكون له اطلاع على المغيبات ولا يستنكر لأن النفوس الإنسانية مجردة ولها نسبة إلى المجردات المنتقشة بصور ما يحدث في هذا العالم لكونها مبادئ له فقد تتصل بها وتشاهد ما فيها فتحكيها ويؤيده ما ترى النفوس وما عليها من التفاوت في طرفي الزيادة والنقصان متصاعدا إلى النفوس القدسية ومتنازلا إلى البلد الذي لا يكاد يفقه قولا وكيف وقد يوجد فيمن قلت شواغله لرياضة أو مرض أو نوم قلنا مردود إذ الاطلاع على
(٣٢٩)