جميع المغيبات لا يجب للنبي اتفاقا والبعض لا يختص به كما أقررتم به ثم إحالة ذلك على اختلاف النفوس وضعفها مع اتحادها بالنوع مشكل وباقي المقدمات خطابية وثانيها أن يظهر منه الأفعال الخارقة للعادة لكون هيولى عالم العناصر مطيعة له منقادة لتصرفاته انقياد بدنه لنفسه ولا يستنكر فإن النفوس الإنسانية وهي بتصوراتها مؤثرة في المواد كما نشاهد من الاحمرار والاصفرار والتسخن عند الخجل والوجل والغضب ومن السقوط من المواضع العالية القليلة العرض بتصور السقوط وإن كان ممشاه في غيرها أقل عرضا فلا يبعد أن تقوى نفس النبي حتى تحدث بإرادته في الأرض رياح وزلازل وحرق وغرق وهلاك أشخاص ظالمة وخراب مدن فاسدة وكيف ونشاهد مثلها من أهل الرياضة والإخلاص قلنا هذا بناء على تأثير النفوس في الأجسام والمقارنة لا تعطيه مع أنه لا يختص بالنبي وثالثها أن يرى الملائكة مصورة ويسمع كلامهم وحيا ولا يستنكر أن يحصل له في يقظته مثل ما يحصل للنائم في نومه لتجرد نفسه عن الشواغل البدنية وسهولة انجذابه إلى عالم القدس وربما صار ملكه ويحصل بأدنى توجه قلنا هذا تلبيس وتستر بعبارة لا يقولون بمعناها لأنهم لا يقولون بملائكة يرون بل الملائكة عندهم نفوس مجردة ولا كلام لهم يسمع لأنه من خواص الأجسام ومآله إلى تخيل ما لا وجود له في الحقيقة كما
(٣٣٠)