للمرضى والمجانين على ما صرحوا به ولو كان أحدنا آمرا وناهيا من قبل نفسه بما يوافق المصلحة ويلائم العقل لم يكن نبيا باتفاق فكيف من قبل ما يرجع إلى تخيلات لا أصل لها وربما خالف المعقول هذا ثم أنهم قالوا من اجتمعت فيه هذه الخواص انقادت له النفوس المختلفة مع ما جبلت عليه من الإباء وذلت لهم الهمم المتفاوتة على ما هي عليه من اختلاف الآراء فيصير سببا لقرار الشريعة التي بها يتم التعاون الضروري لنوع الإنسان من حيث أنه لا يستقل بما يحتاج إليه في معاشه دون مشاركة من أبناء جنسه في المعاملات والمعاوضات ولولا شريعة ينقاد لها الخاص والعام لاشرأبت كل نفس إلى ما يريده غيره وطمح عين كل إلى ما عند الآخر فحصل التنازع وأدى إلى التواثب والتشاجر والتقاتل والتناحر وشمل الهرج والمرج واختل أمور المعاش والمعاد فوجب في الطبيعة لما علم من شمول العناية فيما أعطي كل حيوان من الآلات وهدي إلى ما فيه بقاؤه وبه قوامه سيما الإنسان وهو أشرف الأنواع سخر له ما عداه وهذا من أعظم مصالحه افترى الطبيعة تهمل ذلك كلا الموقف السادس في السمعيات الشرح أي في الأمور التي يتوقف عليها السمع كالنبوة أو تتوقف هي على السمع كالمعاد وأسباب السعادة والشقاوة من الإيمان والطاعة والكفر والمعصية وفيه مراصد أربعة ثلاثة منها في الأمور التي ذكرناها وواحد منها في الإمامة وليست من العقائد الأصلية كما مر وسيأتي أيضا المرصد الأول في النبوات وفيه مقاصد تسعة المقصد الأول في معنى النبي وهو لفظ
(٣٣١)