المواقف - الإيجي - ج ٣ - الصفحة ٣١٦
الفزع الأكبر إما بفعله وإيجاده الأمن والطمأنينة فيهم فيرجع إلى صفة فعليه أو إخباره إياهم بالأمن من ذلك فيكون صفة كلامية المهيمن أي الشاهد وفسر كونه شاهدا تارة بالعلم فيرجع إلى صفة العلم وأخرى بالتصديق بالقول فيرجع إلى صفة كلامية وقيل معنى المهيمن الأمين أي الصادق في قوله فيكون صفة كلامية وقيل هو بمعنى الحفيظ وسيأتي معناه العزيز قيل معناه لا أب له ولا أم وقيل لا يحط عن منزلته ويقرب من هذا تفسيره بالذي لا يرام أو الذي لا يخالف أو الذي لا يخوف بالتهديد وقيل لا مثل له وهو بهذا المعنى وبالمعنى الأول مشتق عن عز الشيء يعز بالكسر في المستقبل إذا لم يكن له نظير ومنه عز الطعام في البلد إذا تعذر وحاصل الكل يرجع إلى صفة سلبية وقيل يعذب من أراد وقيل عليه ثواب العاملين فيرجع إلى صفة فعلية هي التعذيب أو الإثابة وقيل القادر والعزة والقدرة والغلبة ومنه المثل من عزيز أي من قدر وغلب سلب الجبار قيل من الجبر بمعنى الإصلاح أي المصلح لأمور الخلائق فإنه جابر كل كسير ومنه جبر العظم أي أصلحه وقيل من الجبر بمعنى الإكراه يقال جبره السلطان على كذا وأجبره إذا أكرهه أي يجبر خلقه ويحملهم على ما يريده فمرجعه على المعنيين صفة فعليه وقيل معناه منيع لا ينال فإن سبحانه وتعالى متعال عن أن تناله يد الأفكار أو يحيط به إدراك الأبصار ومنه نخلة جبارة إذا طالت وقصرت الأيدي عن أن تنال أعلاها فمرجعه إلى صفة إضافية مع سلبية وقيل لا يبالي بما كان وبما لم يكن وقد يعبر عن هذا المعنى بأنه إذ لا يتمنى ما لا يكون ولا يلتهف على ما لم يكن فمرجعه إلى الصفات السلبية وقيل هو العظيم هكذا
(٣١٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 311 312 313 314 315 316 317 318 319 320 321 ... » »»