تكلم بها إلى أن تكامل فيه شرائطها وقوله * (وجعلني نبيا) * كقول النبي صلى الله عليه وسلم (كنت نبيا وآدم بين الماء والطين) فهذا في المتقدم وأما المتأخر فإما بزمان يسير يعتاد مثله فظاهر وإما بزمان متطاول مثل أن يقول معجزتي أن يحصل كذا بعد شهر فحصل فاتفقوا على أنه معجز فقيل إخباره عن الغيب فيكون مقارنا وإنما انتفى التكليف بمتابعته حينئذ لأن شرطه العلم بكونه معجزا وقبل حصوله فيكون متأخرا وقيل يصير قوله معجزا عند حصوله فيكون متأخرا والحق أن المتأخر علمنا بكونه معجزا البحث الثاني في كيفية حصولها عندنا أنه فعل الفاعل المختار يظهرها على يد من يريد تصديقه بمشيئته لما تعلق به مشيئته وقال الفلاسفة تنقسم إلى ترك وقول وفعل أما الترك فمثل أن يمسك عن القوت المعتاد برهة من الزمان بخلاف العادة وسببه انجذاب النفس إلى عالم القدس واشتغالها عن تحليل مادة البدن فلا تحتاج إلى البدن كما نشاهده في المرضى أن النفس لاشتغالها بمقاومتها لمرض تنكف عن التحليل فتمسك عن القوت ما لو أمسك في صحته شطره هلك وأما القول فكالإخبار بالغيب وسببه ما مر وأما الفعل فبأن يفعل فعلا لا تفي به منة غيره من نتق جبل أو شق بحر وقد تقدم البحث الثالث في كيفية دلالتها وهي عندنا إجراء الله عادته بخلق
(٣٤٠)