المواقف - الإيجي - ج ٣ - الصفحة ١٧٢
والجواب منع كون لن للتأبيد بل هو للنفي في المستقبل فقط كقوله تعالى * (ولن يتمنوه أبدا) * ويتمنونه في الآخرة الرابعة قوله تعالى * (وما كان لبشر أن يكلمه الله إلا وحيا أو من وراء حجاب) * وإذا لم يره من يكلمه في وقت الكلام لم يره في غيره إجماعا والجواب إن التكليم وحيا قد يكون حاله الرؤية وماذا فيه من الدليل على نفي الرؤية تذنيب الكرامية وافقونا في الرؤية وخالفونا في الكيفية فعندنا أن الرؤية تكون من غير مواجهة إذ يمتنع ذلك في الموجود المنزه عن الجهة والمكان وهم يدعون الضرورة في أن ما لا يكون في جهة قدام الرائي ولا مقابلا له أو في حكم المقابل لا يرى موافقين في ذلك للمعتزلة والجواب إنا نمنع الضرورة وما ذلك منهم إلا كدعوى الضرورة في أن كل موجود فإنه في جهة وحيز وما أوليس في حيز وجهة فإنه أوليس بموجود ولعل هذا فرعه الشرح المرصد الخامس فيما يجوز عليه تعالى أي يجوز أن يتعلق به كالرؤية والعلم بالكنه وفيه مقصدان
(١٧٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 167 168 169 170 171 172 173 174 175 176 177 ... » »»