المواقف - الإيجي - ج ٣ - الصفحة ١٧٦
علما ضروريا وهذا تأويل أبي الهذيل العلاف وتبعه فيه الجبائي وأكثر البصريين والجواب إن الرؤية وإن استعملت للعلم لكنها إذا وصلت ب إلى فبعيد جدا والصواب أن يقال لو كانت الرؤية المطلوبة في أرني بمعنى العلم لكان النظر المترتب عليه بمعناه أيضا والنظر وإن استعمل بمعنى العلم إلا أن استعماله فيه موصولا بإلى مستبعد مخالف للظاهر قطعا ومخالفة الظاهر لا تجوز إلا لدليل ولا دليل ههنا فوجب حمله على الرؤية بل على تقليب الحدقة نحو المرئي المؤدي إلى رؤيته فيكون الطلب للرؤية أيضا ثم نقول يمتنع حملها المؤدي إلى رؤيته فيكون الطلب للرؤية أيضا ثم نقول يمتنع حملها أي حمل الرؤية المطلوبة عليه أي على العلم الضروري ههنا أما أولا فلأنه يلزم أن لا يكون موسى عالما بربه ضرورة مع أنه يخاطبه وذلك لا يعقل لأن المخاطب في حكم الحاضر المشاهد وما هو معلوم بالنظر أوليس كذلك وأما ثانيا فلأن الجواب الحاضر المشاهد وما هو معلوم بالنظر أوليس كذلك وأما ثانيا فلأن الجواب ينبغي أن يطابق السؤال وقوله لن تراني نفي للرؤية لا للعلم الضروري بإجماع المعتزلة فلو حمل السؤال على طلب العلم لم يطابقا أصلا الثاني من وجوه الاعتراض على الأول أنه لم يسأله إراءة ذاته بل سأل أن يريه علما وأمارة من أعلامه وأماراته الدالة على الساعة وتقدير الكلام أنظر إلى علمك فحذف المضاف وأقام المضاف إليه مقامه فقال انظر إليك نحو * (واسأل القرية) * أي أهلها فتكون الرؤية المطلوبة
(١٧٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 171 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 ... » »»