المواقف - الإيجي - ج ٣ - الصفحة ١٧٧
متعلقة بالعلم أيضا والمعنى أرني علما من أعلامك انظر إلى علمك وهذا تأويل الكعبي والبغداديين والجواب إنه خلاف الظاهر فلا يرتكب إلا لدليل ومع ذلك لا يستقيم أما أولا فلقوله * (لن تراني) * فإنه نفي لرؤيته تعالى لا لرؤية علم من أعلام الساعة بإجماعهم فلا يطابق الجواب السؤال حينئذ وأما ثانيا فلأن تدكدك الجبل الذي شاهده موسى عليه السلام من أعظم الأعلام الدالة عليها فلا يناسب قوله * (ولكن انظر إلى الجبل) * المنع من رؤية الآية أي العلامة الدالة على الساعة المستفاد من قوله * (لن تراني) * على هذا التأويل بل يناسب رؤيتها وأيضا قوله * (فإن استقر مكانه) * لا يلائم رؤيتها لأن الآية في تدكدك الجبل لا في استقراره الثالث من تلك الوجوه إنما سألها بسبب قومه لا لنفسه لأنه كان عالما بامتناعها لكن قومه اقترحوا عليه وقالوا * (أرنا الله جهرة) * وإنما نسبها إلى نفسه في قوله * (أرني) * ليمنع عن الرؤية فيعلم قومه امتناعها بالنسبة إليهم بالطريق الأولى وفيه مبالغة لقطع دابر اقتراحهم وفي أخذ الصاعقة لهم دلالة على استحالة المسؤول وهذا تأويل الجاحظ ومتبعيه والجواب إنه خلاف الظاهر فلا بد له من دليل ومع ذلك لا يستقيم أما أولا فلأنه لو كان موسى مصدقا بينهم لكفاه في دفعهم أن
(١٧٧)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 172 173 174 175 176 177 178 179 180 181 182 ... » »»