المواقف - الإيجي - ج ٣ - الصفحة ١٧٠
والجواب أما عن الوجه الأول في الاستدلال بالآية فمن وجوه الأول إن الإدراك هو الرؤية على نعت الإحاطة بجوانب المرئي إذ حقيقته النيل والوصول * (إنا لمدركون) * أي ملحقون ثم نقل إلى المحيطة والرؤية المكيفة أخص من المطلقة فلا يلزم من نفيها نفيها قوله لا يصح نفي أحدهما مع إثبات الآخر قلنا ممنوع بل يصح أن يقال رأيته وما أدركه بصري أي لم يحط به الثاني إن تدركه الأبصار موجبة كلية وقد دخل عليها النفي فرفعها ورفع الموجبة كلية سالبة جزئية وبالجملة فيحتمل إسناد النفي إلى الكل ونفي الإسناد إلى الكل ومع احتمال الثاني لم يبق فيه حجة لكم هذا لو ثبت أن اللام في الجمع للعموم وإلا عكسنا القضية الثالث إنها وإن عمت في الأشخاص فإنها لا تعم في الأزمان ونحن نقول بموجبه حيث لا يرى في الدنيا الرابع إن الآية تدل على أن الأبصار لا تراه ولا يلزم منه أن المبصرين لا يرونه لجواز أن يكون ذلك نفيا للرؤية بالجارحة مواجهة وانطباعا وأما عن الوجه الثاني وهو قوله تمدح بأنه لا يرى فنقول هذا مدعاكم فأين الدليل عليه بل لنا فيه الحجة على صحة الرؤية لأنه لو امتنعت رؤيته لما حصل المدح إذ لا مدح للمعدوم بأنه لا يرى حيث لم يكن له ذلك وإنما المدح فيه للممتنع المتعزز بحجاب الكبرياء كما في الشاهد
(١٧٠)
مفاتيح البحث: الحج (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 165 166 167 168 169 170 171 172 173 174 175 ... » »»