المواقف - الإيجي - ج ٣ - الصفحة ١٦٧
والرؤية لا ينظر إليها وقال تعالى * (وتراهم ينظرون إليك وهم لا يبصرون) * ولأنه يوصف بالشدة والشزر والازورار والرضا والتجبر والذل والخشوع وشئ منها لا يصلح صفة للرؤية بل هي أحوال يكون عليها عين الناظر عند تقليب الحدقة هذا وتقليب الحدقة أوليس هو الرؤية ولا ملزومها ثم إنه للرؤية مجاز ولا يتعين لجواز أن يراد ناظرة إلى نعم الله ولم يترك هذا الإضمار إلى ذلك المجاز والجواب إن النظر مع إلى للرؤية بالنقل وقوله نظرت إلى الهلال فما رأيته لم يصح من العرب بل يقال نظرت إلى مطلع الهلال فلم أر الهلال وربما يحذف المضاف ويقام المضاف إليه مقامه وهو الجواب عن قولهم لم أزل أنظر إلى الهلال حتى رأيته والبواقي كلها مجازات مع أن الأشياء التي يمكن إضمارها كثيرة ولا قرينة معينة فالتعيين تحكم لا يجوز لغة ثم تقليب الحدقة طلبا للرؤية بدون الرؤية لا يكون نعمة ومع الرؤية يكفيه التجوز فلا يضم إليه الإضمار تقليلا لما هو خلاف الأصل فإن تقليب الحدقة يكون سببا للرؤية وإطلاق اسم السبب للمسبب مجاز مشهور وأنت لا يخفى عليك أن أمثال هذه الظواهر لا تفيد إلا ظنونا ضعيفة لا تصلح للتعويل عليها في المسائل العلمية المسلك الثاني قوله تعالى في الكفار * (كلا إنهم عن ربهم يومئذ لمحجوبون) * ذكر ذلك تحقيرا لشأنهم فلزم كون المؤمنين مبرأين عنه والمعتمد فيه إجماع الأمة قبل حدوث المخالفين على وقوع الرؤية وعلى كون هاتين الآيتين محمولتين على الظاهر
(١٦٧)
مفاتيح البحث: الهلال (4)، السب (1)، الجواز (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 162 163 164 165 166 167 168 169 170 171 172 ... » »»