المواقف - الإيجي - ج ٣ - الصفحة ١٣٢
الثاني إنه لو اتصف بالكذب لكان كذبه قديما إذ لا يقوم الحادث بذاته تعالى فيلزم أن يمتنع عليه الصدق فإن ما ثبت قدمه امتنع عدمه واللازم باطل فإنا نعلم بالضرورة أن من علم شيئا أمكن أن يخبر عنه على ما هو عليه وهذا إنما يدل على كون الكلام النفسي صدقا وأما هذه العبارات فلا الثالث وعليه الاعتماد خبر النبي عليه السلام وذلك يعلم بالضرورة من الدين فإن قيل إنما يدل تصديقه على الصدق إذا امتنع عليه الكذب فيلزم الدور قلنا التصديق بالمعجزة الشرح المقصد السابع في أنه تعالى متكلم والدليل عليه إجماع الأنبياء عليهم السلام فإنه تواتر أنهم كانوا يثبتون له الكلام ويقولون إنه تعالى أمر بكذا ونهى عن كذا وأخبر بكذا وكل ذلك من أقسام الكلام فثبت المدعي فإن قيل صدق الرسول موقوف على تصديق الله إياه إذ لا طريق إلى معرفته سواه وأنه أي تصديق الله إياه إخباره عن كونه صادقا وهو أي هذا الأخبار كلام خاص له تعالى فإذا قد توقف صدق الرسول على كلامه تعالى فإثبات الكلام لله سبحانه به أي بصدق الرسول دور قلنا لا نسلم أن تصديقه له كلام بل هو إظهار المعجزة على وفق دعواه فإنه يدل على صدقه ثبت الكلام بأن تكون المعجزة من جنسه
(١٣٢)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 127 128 129 130 131 132 133 203 135 136 137 ... » »»