حوشب الحميري عليا (ع) يوم صفين فقال: انصرف عنا يا ابن أبي طالب فانا ننشدك الله في دمائنا ودمك وتخلي بيننا وبين شامنا، ونخلي بينك وبين عراقك، وتحقن دماء المسلمين فقال علي: هيهات يا بن أم طليهم والله لو علمت أن المداهنة تتبعني في دين الله لفعلت ولكانت أهون علي في الهدنة ولكن الله عز وجل لم يرض من أهل القرآن الادهان وبالسكوت والله يقضي بالحق.
وروي بن عننك (رض) قال قال النبي (ص) لعلي (ع): أما انك ستلقي بعدي جهدا قال: في سلامة من ديني قال: في سلامة من دينك وقد سبق قوله (ص): ان منكم من يقاتل على تأويل القرآن كما قاتلت على تنزيله وأشار إلى علي (ع) (1).
وروي ان رجلا جاء إلى الحسن البصري (رح) فقال له يا ابا سعيد:
بلغنا انك تقول: لو كان علي يأكل من خشف المدينة لكان خيرا مما صنع فقال: يا ابن أخي باطل إنما حقنت بها دما، والله لقد فقدوه وكان سهما من مرامي الله، والله لا يلونه شئ عن أمر الله أعطى القرآن عزايمه، أحل حلاله وحرم حرامه، حتى أورده ذلك على حياض غدقه، ورياض مونقه.
وفي رواية أنه قال له: ما تقول في علي فقال له: أعن رباني هذه الأمة تسأل، لا أبالك والله ما كان بالسروقة حقوق الله، اعطى القرآن عزايمه فيما عليه حتى أورده على حياض مونقة وجنان غدقة.
وروي الأمام أحمد بن حنبل (رح) بسنده إلى سليمان بن محمد بن كعب ابن عجرة عن عمته زينب بنت كعب وكانت عند أبي سعيد الخدري (رض)