وكتب إلى قيصر فأكرم كتابه ووضعه في مسك فقال النبي (ص). ثبت ملكه فوجه الجمع بين الحديثين ان كسرى تمزق ملكه فلم يبق لهم ملك وأنفقت كنوزه في سبيل الله وأورث الله المسلمين أرضهم وقيصر ثبت ملكه بالروم وانقطع من الشام واستفتحت خزائنه التي بالشام وأنفقت في سبيل الله فمعنى لا قيصر بعده يعني بالشام والله أعلم. وروى أبو هريرة (رض) أن رسول الله (ص) قال هل ترون قبلتي هاهنا فوالله ما يخفى علي خشوعكم ولا ركوعكم اني لأراكم من وراء ظهري.
وعن علي (ض) قال: كنا مع رسول الله (ص) بمكة فرحنا في نواحيها خارجا منها فلم نمر بشجرة ولا جبل الا قال: السلام عليك يا رسول الله وروى جابر بن سمرة (رض) قال قال رسول الله (ص): اني لأعرف حجرا بمكة كان يسلم علي قبل ان أبعث واني لأعرفه الآن.
قال مؤلفه العبد الفقير إلى الله محمد بن يوسف الزرندي سقى الله.
صوب الرحمة والرضوان ضريحه وأناله بكرمه محض لطفه وصريحه هذه قطرة من بحار فضايله الزاخرة العباب ورشحة من سحايب مناقبه الدائمة التكساب، ولمحة من زواهر مفاخره التي فاقت حد العد والحصر والحساب، ولمعة من شهب مآثره التي عجزت عن عد جزء من آلافها المؤلفة واحصائها وتحريرها أنامل الحساب والكتاب، ومن ذا الذي يحصي الكواكب والقطر، وهذا القدر كاف فيما أشرنا إليه من فضايله وأحواله ومعجزاته (ص) ولو ذهبنا نتتبع ما ورد في ذلك لطال الكتاب وخرجنا عن المقصود في الايجاز وعدم الاسهاب. وقد ذكرنا جملا من أحواله وصفاته ومعجزاته وغزواته وفتوحاته (ص) في كتابنا الموسوم - بالأعلام بسيرة النبي عليه الصلاة والسلام - فمن أراد الزيادة على هذا فليراجعه انشاء الله تعالى.