والاغتسال والحناء وطبخ الحبوب ولبس الثياب الجدد، وإظهار السرور وغير ذلك فقال: لم يرد في ذلك حديث صحيح عن النبي (ص) ولا عن أصحابه ولا استحب ذلك أحد من أئمة المسلمين، والأئمة الأربعة ولا غيرهم ولم يرو أهل الكتب المعتمدة من ذلك شيئا عن النبي (ص) ولا عن الصحابة ولا عن التابعين لا صحيحا ولا ضعيفا، وما روي عن بعض المتأخرين في ذلك أن من اكتحل في يوم عاشوراء لم يرمد ذلك العام، ومن إغتسل فيه لم يمرض ذلك العام، ومن وسع على عياله فيه وسع الله عليه سائر سنته، وأمثال ذلك مثل فضل صلاة يوم عاشوراء، وأن توبة آدم واستواء السفينة على الجودي، وانجاء إبراهيم من النار، وفداء الذبح بالكبش، ورد يوسف على يعقوب كان فيه كله كذب موضوع، لكن حديث التوسعة على العيال مرفوع من حديث سفيان بن عيينة عن إبراهيم بن محمد بن المنتشر عن أبيه ومحمد بن المنتشر كان من أهل الكوفة وقد تكلم فيه فصار هؤلاء لجهلهم يتخذون يوم عاشوراء موسما كموسم الأعياد والأفراح وأولئك يتخذونه مأتما يقيمون فيه الأحزان والأبراح وكلا الطائفتين مخطئة خارجة عن السنة، متعرضة للحرج والجناح، فكم من عبد شقي بمتابعة الهوى وكم من قدم زل بالجهل وهوى، ونعوذ بالله من الزيغ والعناد وسلوك سبيل أهل الغي والفساد، ونسأله اتباع السنن وموافقة أهل الرشاد، إنه هو الكريم الحليم الجواد. وروي ان بعض العلماء كحل عينه يوم عاشوراء فعوتب على ذلك فأنشد:
وقائل لم كحلت عينا يوم استباحوا دم الحسين فقلت: كفوا أحق شئ يلبس فيه السواد عيني