ثارت به الفتن بين الناس، فقتل (رض) مع طائفة من أهل بيته شهيدا مظلوما، أكرمه الله بالشهادة في الشهر المحرم في يوم عاشوراء ليرفع بها درجته، ويعلي بها منزلته، ويلحقه بدرجة ابائه الطاهرين الذين أكرمهم بالشهادة، ورفع بها درجاتهم في عليين كحمزة، وجعفر، وعلي (رض) وليهين من ظلمه واعتدى عليه، ويوجب له سخطه وغضبه عليه، فكان من نعم الله تعالى على الحسن والحسين (رض) أن ابتلاهما بما يلحقهما به بدرجة أبيهما وأهل بيتهما وجدهما (ص) لأنهما سيدا شباب أهل الجنة، والمنازل الرفيعة لا تنال إلا بالبلاء كما قال (ص): لما سئل أي الناس أشد بلاء قال الأنبياء ثم الصالحون ثم الأمثل فالأمثل يبتلي الرجل على حسب دينه فإن كان في دينه صلابة زيد في بلائه وإن كان في دينه رقة خفف عنه، ولا تزال البلاء بالمؤمن حتى يمشي على الأرض، وليس عليه خطيئة، فابتلاهما الله بما ابتلاهما به اكراما لهما، وتوقيرا لهما، لا إهانة بهما، فينبغي للمؤمن إذا ذكر هذه المصيبة أو غيرها من المصائب الاسترجاع ليس إلا، كما امره الله تعالى ليجوز من الأجر ما وعد الله به في قوله: أولئك عليهم صلوات من ربهم ورحمة وأولئك هم المهتدون (1) وإذا ورد عليه شئ من مصائب الدنيا وشدايدها وبلائها استصغره واستهوته، ويتسلى ويصبر بما يصيبه من ذلك، ويشكر الله على توفيقه إياه إذ جعله مشار كالأهل البلاء من خواص عباده الذين اختارهم واصطفاهم وأحبهم واجتباهم، ويشتغل في مثل هذا اليوم بذكر الله والطاعات والاهتمام بالأعمال الصالحات ليفوز بالزلفة لديه والقربى، ويجعله في زمرة من نزل في شأنهم: قل لا أسألكم عليه أجرا الا المودة في القربى، ولا يتخذ
(٢٢٧)