فصل هم الحسين بالانصراف لما أتاه قتل مسلم بشراف (1). وليت ذلك حم، فلم تغم الواقعة وتعم. لكن أبى إخوته أن يصيبوا بثأرهم، فما وسعه غير إيثارهم واقتفاء آثارهم {ليقضي الله أمرا كان مفعولا} (2).
ثم نزل / كربلاء، راجزا: منها الكرب والبلاء (3)، فصدق [85] ذلك ما آلت إليه الحال، وأن عليه من الدنيا الترحال:
وإذا أتاك من الأمور مقدور * ففررت منه فنحوه تتوجه (4) هنالك دفع إلى الأحداث تلتقمه ملء فيها، ومنع من الثلاث التي خيرهم فيها (5):
وسائل لا تجدي لديهم كأنها * مسائل من علم على جاهل تلقى / [86]