درر السمط في خبر السبط - ابن الأبار - الصفحة ٩٩
* فلله أرحام هناك تشقق * (1) خلافا لمن توجع واسترجع، وكان قد حبس به وجعجع (2)، فانقلب إليه صائرا، حتى قتل معه صابرا، هو الحر (3) كما / [81] سمته أمه فلله أبوه. لقد يسر لليسرى، وكان بذلك دون الأحرار أحرى. بالأمس كان يقود محاربا ألفا، واليوم يعود مسالما ألفا:
إذا أنت أعطيت السعادة لم تبل * وإن نظرت شزرا إليك القبائل (4) وافى (5) السبط في خيل عريت نواصيها من الخير، / وذؤبان [82] عربان كأن أسنتهم المقابيس والرايات أجنحة الطير (6). وقد لجأ إلى ذي حسم (7) متحصنا، وضرب هناك أخبيته متبينا. فما عجل

(١) عجز بيت لقتيلة بنت لنضر بن الحارث وصدره.
* ظلت سيوف بني أبيه تنوشه * (٢) أورد الخبر في اللسان وقال في شرحه: " أي أزعجه وأخرجه. وقال الأصمعي:
يعني أحبسه ". والعبارة هي جزء من خطاب ابن زياد إلى الحر بن يزيد (أنظره في مقتل أبي مخنف ٤٨).
(٣) هو الحر بن يزيد الحنظلي ثم النهشلي، وكان في عسكر ابن زياد المتأهب لقتال الحسين، ثم انضم إلى الحسين (راجع رواية أبي مخنف عند الطبري:
تاريخ الطبري ٥: ٤٢٧ وما بعدها، مقتل أبي مخنف ٤٤ وما بعدها).
(٤) البيت لأبي العلاء (انظر سقط الزند ٢: ٥٤٨).
(٥) ك: وافني. والحديث هنا عن الحر بن يزيد عندما جاء قائدا عسكر ابن زياد.
(٦) في رواية الطبري: " كأن أسنتهم اليعاسيب وراياتهم أجنحة الطير " (تاريخ الطبري ٥: ٤٠٠). واليعسوب غرة بيضاء في وجه الفرس، وشبه لمعان الأسنة بالغرر البيضاء. والمقابيس ما قبست بها النار. فشبه بها الأسنة في لمعانها.
(٧) هو موضع في الطريق إلى الكوفة نزله الحسين ولقيه فيه الحر بن يزيد على عسكر ابن زياد (انظر معجم البلدان ٢: ٢٥٨).
(٩٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 94 95 96 97 98 99 100 101 102 103 104 ... » »»
الفهرست