ونودي كما نودي موسى من جانب الطور. فعرض له في طريقه، [20] ما شغله عن فريقه. / فرفع (1) رأسه متأملا، فأبصر الملك في صورة رجل متمثلا، يشرفه بالنداء، ويعرفه الاجتباء. وإنما عضد خبر الليلة بعيان اليوم، وأرى في اليقظة مصداق ما أسمع في النوم. ليحق الله الحق بكلماته (2).
وعلى ما ورد في الأثر، وسرد رواة السير، فذلك اليوم كان [21] عيد فطرنا الآن (3). وغير بدع ولا بعيد، أن يبدأ الوحي بعيد، / كما ختم بعيد، {اليوم أكملت لكم دينكم} (4).
فبهت عليه السلام لما سمعه وراءه، وثبت لا يتقدم أمامه ولا يرجع وراءه:
وقف الهوى بي حيث أنت فليس لي * متأخر عنه ولا متقدم (5) [22] ثم جعل بين الخوف والرجاء (6)، لا يقلب وجهه / في