شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٩ - الصفحة ٣٦٤
(406) الأصل:
الدهر يومان: يوم لك، ويوم عليك، فإذا كان لك فلا تبطر، وإذا كان عليك فاصبر.
الشرح:
قديما قيل هذا المعنى: الدهر يومان: يوم بلاء، ويوم رخاء. والدهر ضربان:
حبرة وعبرة، والدهر وقتان: وقت سرور، ووقت ثبور (1)..
وقال أبو سفيان يوم أحد: يوم بيوم بدر، والدنيا دول.
قال عليه السلام: فإذا كان لك فلا تبطر، وإذا كان عليك فاصبر.
قد تقدم القول في ذم البطر ومدح الصبر، ويحمل ذم البطر هاهنا على محملين.
أحدهما البطر بمعنى الأشر، وشدة المرح، بطر الرجل بالكسر يبطر، وقد أبطره المال، وقالوا: بطر فلان معيشته، كما قالوا: رشد فلان أمره. والثاني البطر بمعنى الحيرة والدهش، أي إذا كان الوقت لك فلا تقطعن زمانك بالحيرة والدهش عن شكر الله ومكافأة النعمة بالطاعة والعبادة والمحمل الأول أوضح.

(1) الثبور: الهلاك.
(٣٦٤)
مفاتيح البحث: الصبر (1)، الهلاك (1)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 359 360 361 362 363 364 365 366 367 368 369 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 تابع ما ورد من حكمه عليه السلام ومختار أجوبة مسائله، وكلامه 7
2 فصل في الحياء وما قيل فيه 45
3 مثل من شجاعة علي عليه السلام 60
4 قصة غزوة الخندق 62
5 ما جرى بين يحيى بن عبد الله وعبد الله بن مصعب عند الرشيد 91
6 من كلامه عليه السلام لكميل بن زياد النخعي وشرح ذلك 99
7 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن عبيد 116
8 نبذ من غريب كلام الإمام علي وشرحه لابن قتيبة 124
9 خطبة منسوبة للإمام علي خالية من حرف الألف 140
10 من كلامه عليه السلام في وصف صديق وشرح ذلك 183
11 نبذ من الأقوال الحكيمة في حمد القناعة وقلة الأكل 184
12 نبذ من الأقوال الحكيمة في الفقر والغنى 227
13 نبذ من الأقوال الحكيمة في الوعد والمطل 248
14 نبذ من الأقوال الحكيمة في وصف حال الدنيا وصروفها 287
15 أقوال مأثورة في الجود والبخل 316
16 نبذ مما قيل في حال الدنيا وهوانها واغترار الناس بها 326
17 مما ورد في الطيب من الآثار 341
18 نبذ مما قيل في التيه والفخر 352
19 طرائف حول الأسماء والكنى 365
20 أقوال في العين والسحر والعدوي والطيرة والفأل 372
21 نكت في مذاهب العرب وتخيلاتها 383