شرح نهج البلاغة - ابن أبي الحديد - ج ١٣ - الصفحة ١١٩
الطبع والدنس، يقال ران على قلبه ذنبه، يرين رينا، أي دنسه ووسخه، واستغلقت أقفال الرين على قلوبهم تعسر فتحها.
قوله (فإنها حق الله عليكم والموجبة على الله حقكم) يريد انها واجبة عليكم، فان فعلتموها وجب على الله أن يجازيكم عنها بالثواب، وهذا تصريح بمذهب المعتزلة في العدل، وان من الأشياء ما يجب على الله تعالى من باب الحكمة.
قوله (وان تستعينوا عليها بالله وتستعينوا بها على الله)، يريدا وصيكم بان تستعينوا بالله على التقوى بان تدعوه وتبتهلوا إليه أن يعينكم عليها، ويوفقكم لها وييسرها ويقوى دواعيكم إلى القيام بها، وأوصيكم أن تستعينوا بالتقوى على لقاء الله ومحاكمته وحسابه، فإنه تعالى يوم البعث والحساب كالحاكم بين المتخاصمين ﴿وترى كل أمة جاثية كل أمة تدعى إلى كتابها﴾ (١) فالسعيد من استعان على ذلك الحساب وتلك الحكومة والخصومة بالتقوى في دار التكليف، فإنها نعم المعونة (وتزودوا فان خير الزاد التقوى).
والجنة ما يستتر به.
قوله (ومستودعها حافظ)، يعنى الله سبحانه، لأنه مستودع الأعمال، ويدل عليه قوله تعالى ﴿انا لا نضيع اجر من أحسن عملا﴾ (2) وليس ما قاله الراوندي من أنه أراد بالمستودع قلب الانسان بشئ.
قوله (لم تبرح عارضة نفسها)، كلام فصيح لطيف، يقول إن التقوى لم تزل عارضة نفسها على من سلف من القرون، فقبلها القليل منهم، شبهها بالمرأة العارضة نفسها نكاحا على قوم، فرغب فيها من رغب، وزهد من زهد، وعلى الحقيقة ليست

(١١٩)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 114 115 116 117 118 119 120 121 122 123 124 ... » »»
الفهرست
الرقم العنوان الصفحة
1 224 - من كلام له عليه السلام في وصف بيعته بالخلافة 3
2 225 - من خطبة له عليه السلام يحث فيها على التقوى ويستطرد إلى وصف الزهاد 5
3 226 - من خطبة له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 9
4 227 - من كلام له عليه السلام كلم به عبد الله بن زمعة على إثر خلافته 10
5 228 - من كلام له عليه السلام في وصف اللسان، واستطرد إلى وصف زمانه 12
6 ذكر من أرتج عليهم أو حصروا عند الكلام 13
7 229 - من كلام له عليه السلام، وقد ذكر عنده اختلاف الناس 18
8 230 - من كلام له عليه السلام قاله وهو يلي غسل رسول الله وتجهيزه 27
9 ذكر طرف من سيرة النبي عليه السلام عند موته 27
10 231 - من خطبة له عليه السلام في تمجيد الله وتوحيده، وذكر رسالة محمد عليه السلام، ثم استطرد إلى عجيب خلق الله لأصناف الحيوان 44
11 من أشعار الشارح في المناجاة 50
12 فصل في ذكر أحوال الذرة وعجائب النملة 57
13 ذكر غرائب أحوال الجرادة وما احتوت عليه من صنوف الصنعة 67
14 232 - من خطبة له عليه السلام في التوحيد 69
15 233 - من خطبة له عليه السلام تختص بالملاحم 95
16 234 - من خطبة له عليه السلام يوصى الناس فيها بالتقوى ويذكرهم الموت ويحذرهم الغفلة 99
17 235 - من كلام له عليه السلام في الإيمان 101
18 قصة وقعت لأحد الوعاظ ببغداد 107
19 236 - من خطبة له عليه السلام في الحث على التقوى ويذكر الناس بأمر الآخرة 110
20 237 - من خطبة له عليه السلام في حمد الله وتمجيده والتزهيد في الدنيا والترغيب في الآخرة 115
21 238 - من خطبة له عليه السلام، وهي التي تسمى الخطبة القاصعة، وتتضمن ذم إبليس، ويحذر الناس من سلوك طريقته 127
22 فصل في ذكر الأسباب التي دعت العرب إلى وأد البنات 174
23 ذكر ما كان من صلة علي برسول الله في صغره 198
24 ذكر حال رسول الله في نشوئه 201
25 القول في إسلام أبي بكر وعلي وخصائص كل منه 215
26 239 - من كلام له عليه السلام قاله لعبد الله بن، وقد جاء برسالة من عثمان وهو محصور 296
27 وصية العباس قبل موته لعلي 297
28 240 - من كلام له عليه السلام اقتص فيه ما كان منه بعد هجرة النبي صلى الله عليه وسلم ثم لحاقه به 303
29 241 - من خطبة له عليه السلام في الزهد 307
30 242 - من خطبة له عليه السلام في شأن الحكمين وذم أهل الشام 309
31 فصل في نسب أبي موسى والرأي فيه عند المعتزلة 313
32 243 - من خطبة له عليه السلام يذكر فيها آل محمد عليه السلام 317