معرفة السنن والآثار - البيهقي - ج ٧ - الصفحة ١٥٦
وصاح أبو جندل بأعلى صوته: يا معشر المسلمين أأرد إلى المشركين يفتنونني في ديني؟
فقال رسول الله [صلى الله عليه وسلم] لأبي جندل:
' أبا جندل اصبر واحتسب فإن الله جاعل لك ولمن معك من المستضعفين فرجا ومخرجا '.
5572 - أخبرناه أبو عبد الله الحافظ حدثنا أبو العباس حدثنا العطاردي حدثنا يونس عن ابن إسحاق فذكره.
ثم أن الشافعي في الجديد رجع عن هذا وفرق بين الحالين بما نقلناه.
وأما ما ذكر من حديث عياش أو أبي عياش فهو:
عياش بن أبي ربيعة فيما أعلم.
وإنما الشك من جهة الربيع والغلط من جهة المزني حيث قال في بعض النسخ: ابن عياش وذاك أن عياش بن أبي ربيعة هاجر إلى المدينة [194 / ب] / في أول ما هاجر إليها رسول الله [صلى الله عليه وسلم] فجاءه أبو جهل بن هشام وهو أخوه لأمه ورجل آخر معه فقال له:
إن أمك تناشدك رحمها وحقها أن ترجع إليها فأقبل معها فربطاه حتى قدما به مكة.
هكذا ذكره مجاهد ومحمد بن إسحاق بن يسار صاحب المغازي.
ولا يرجع فيما نظن إلا بإذن النبي [صلى الله عليه وسلم] وكان المعنى فيه ما في أبي جندل من رجوعه إلى عشيرته إلا أن ذلك كان قبل الصلح ولعله رجع بنفسه فلم يمنعه رسول الله [صلى الله عليه وسلم] للمعنى الذي ذكرنا والله أعلم.
وأما ما ذكر من حديث أبي بصير فهو في الإسناد الذي ذكرناه عن محمد بن إسحاق عن عروة عن مروان والمسور بمعناه وأتم منه.
5573 - أخبرنا أبو سعيد حدثنا أبو العباس أخبرنا الربيع قال قال الشافعي:
قال الله تبارك وتعالى للمسلمين:
(١٥٦)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 151 152 153 154 155 156 157 158 159 160 161 ... » »»