معرفة السنن والآثار - البيهقي - ج ٦ - الصفحة ٥٢٣
ولو أن إماما من أئمة المسلمين أشرك قوما لم يغزوا مع الجند لم يسع ذلك له وكان / مسيئا ولا نعلم رسول الله [صلى الله عليه وسلم] أسهم لأحد من الغنيمة ممن قتل يوم بدر ولا يوم حنين ولا يوم خيبر فقد قتل بها رهط معروفون.
فعليك من الحديث ما تعرفه العامة وإياك والشاذ منه فإنه: حدثنا خالد بن أبي كريمة عن أبي جعفر عن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] أنه دعا اليهود فسألهم فحدثوه حتى كذبوا على عيسى ابن مريم عليه السلام فصعد النبي [صلى الله عليه وسلم] على المنبر فخطب الناس فقال:
(إن الحديث سيفشو عني فما أتاكم عني يوافق القرآن فهو عني وما أتاكم عني يخالف القرآن فليس عني)).
وعن مسعر بن كدام والحسن بن عمارة عن عمرو بن مرة عن أبي البحتري الطائي عن علي بن أبي طالب أنه قال:
إذا أتاكم الحديث عن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] فظنوا به الذي هو أهدى والذي هو أتقى والذي هو أهنأ.
وعن أشعث بن سوار وإسماعيل بن أبي خالد عن الشعبي عن قرظة بن كعب الأنصاري أنه قال:
أقبلت في رهط من الأنصار إلى الكوفة فشيعنا عمر بن الخطاب يمشي حتى انتهى إلى مكان قد سماه ثم قال:
هل تدرون لما مشيت معكم يا معشر الأنصار؟
قالوا: نعم لحقنا. قال إن لكم لحقا ولكنكم تأتون قوما لهم دوي بالقرآن كدوي النحل فأقلوا الرواية عن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] وأنا شريككم فقال قرظة: لا أحدث حديثا عن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] أبدا.
وكان عمر فيما بلغنا لا يقبل الحديث عن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] إلا بشاهدين.
وكان علي بن أبي طالب لا يقبل الحديث عن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] حتى يستحلف معه.
قال أبو يوسف: حدثنا الثقة عن رسول الله [صلى الله عليه وسلم] أنه قال في مرضه الذي مات
(٥٢٣)
الذهاب إلى صفحة: «« « ... 518 519 520 521 522 523 524 525 526 527 528 ... » »»